للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولما انتهى فرسان المسلمين إلى الحفير الذى احتفره النصارى على محلتهم وعليه طاغيتهم عنده بجنده توقفوا عن مخالطتهم حتى فرّق الليل بين الفريقين من غير قتال، وصار هذا الجيش من المسلمين بعد ذلك يرتّب مرسانة، فيأتون فى أكثر الأيام إلى محلة النصارى يناهشونهم ويضاربونهم، وخف لذلك القتال عن البلد، فكانوا لا يقاتلون أهل البلاد إلا فى اليوم الذى لا يأتى فيه جيش المسلمين.

وفى صبيحة يوم الجمعة الثالث لجمادى الأخيرة رام النصارى غدر البلاد من ناحية جبلها فأتوا فى عدد موفور بسلاليم عالية فرفعوها (١) حتى ألصقوها بالسور، ووثبوا يصعدون فيها، ويرتفعون عليها، ولم يكن فى تلك الجهة للاتفاق غير رجل واحد من المسلمين، فصاح بالناس فسارعوا إليه يتصايحون حتى غصّت (٢) الأسوار بأناسها، وضاقت عن أهلها، فدافعوهم، وفتح الباب هنالك فخرجت منه طائفة من المسلمين فطلبوهم (٣)، وقتلوا رئيسا من زعمائهم فيمن قتل.

وفى عشية يوم الخميس التاسع من الشهر المذكور أعملوا الحيلة على غدر هذه الجهة من العرقوب مرة ثانية، أوظنوا إخلاءها من الناس وقد كان ناسها استشعروا الحذر من الغدرة الأولى، ففطنوا لهم وتصايحوا، فاجتمع الناس إليهم، وفتح الباب هنالك، فتمكّنوا منهم، وظفروا بعدد منهم.

وفى يوم الاثنين الثانى والعشرين لرجب سقطت ستارة من السور


(١) فى س: «مرفوعة».
(٢) فى المطبوعة: «غطت».
(٣) فى المطبوعة: «فقلبوهم وقتلوا. .».