للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صارخ ان بادروهم بطرح العذرة عليهم؛ فهو أعظم نكاية لديهم، فبادر الناس فى الحين لتناول ذلك وحمله؛ فوضعوا الشئ فى محله، وقارنوا الشكل بشكله، ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله، فكان الفارس منهم فى أجمل حال فى زيّه، وإذا هو مكسوّ ثوب العذرة؛ فيصير مسخرة بينهم، وكان ذلك أدهى عليهم من القتال، وفرّج الله من (١) شدة تلك الحال.

وفى يوم الأربعاء العاشر لجمادى الأولى وصل جيش المسلمين من الحضرة فى خيل ورجل كثير، فأقبل الفرسان من جهة المناظر (٢)، وأقبل الرجالة من جهة الجبل، وكان التقدم للرّجّالة، فرجعت إليهم طائفة من فرسان النصارى (٣)، فلم يستطيعوا صبرا على مقاتلتهم؛ فانهزموا أمامهم ومضت عليهم سيوفهم، وكان من لطف الله تعالى أن خرج طائفة من المسلمين من البلد إلى ما يليهم من المحلة عند شغل النصارى عنهم وأحرقوا لهم بعض أخبيتهم (٤) وكثيرا من بيوتهم، فصعد دخانها (٥) فى الجوّ، وعند ما شاهد ذلك مقاتلة النصارى انصرفوا نحوه يظنون أن محلّتهم أضرمت فى جميعها النيران فكان ذلك (٦) المنهزمين سببا (٧) لرفع السيف عنهم.


(١) فى س: «عن».
(٢) فى س: «المناهر».
(٣) فى س: «من فرسانهم من جهة المناهر، وأقبل الرجالة من جهة الجبل».
(٤) فى المطبوعة: «الى ما يليهم عند زحف النصارى الى المنهزمين فأحرقوا بعض أخبية محلة النصارى».
(٥) فى س: «فصعدوا عنهم».
(٦) فى س: «وكان فى ذلك».
(٧) ليست فى س.