للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما دام رب الناس عزّك دائما ... بالحقّ محروسا بربّ الناس

وبقيت تستمع المديح لخادم ... لولاك كان من الهموم يقاسى

عبد صفا ودّا وزمزم حاديا ... وسعى على العينين قبل الراس


-أبى بكر بعد أن قتل ابنها عبد الله فقال: ان ابنك ألحد فى هذا البيت وان الله أذاقه من عذاب أليم؟ فقالت: كذبت؟ كان برا بوالديه، صواما قواما، والله لقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه يخرج من ثقيف رجلان: مبير وكذاب: فأما الكذاب فابن أبى عبيد: تعنى المختار، وأما المبير فأنت». وكانت وفاة الحجاج سنة ٩٥. راجع البداية والنهاية ٩/ ١١٧ وما بعدها وقد ذكر رواية أحمد وأبى يعلى ومسلم للحديث المذكور. وأما الأشج فهو الخليفة العادل: عمر بن عبد العزيز وسبب وصفه بهذا: أنه دخل الى اصطبل أبيه مرة فضربه فرس فشجه فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: ان كنت أشج بنى أمية انك اذا لسعيد. وكان يقال: الناقص والأشج أعدلا بنى مروان. وكان الثورى يقول: الخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز، وهكذا روى عن أبى بكر ابن عياش والشافعى وغير واحد. قالت زوجته فاطمة: دخلت يوما عليه وهو جالس فى مصلاه واضعا خده على يده، ودموعه تسيل على خديه، فقلت: مالك؟ فقال: ويحك يا فاطمة! قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت فتفكرت فى الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعارى المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذى العيال الكثير، والمال القليل، وأشباههم هى أقطار الأرض، وأطراف البلاد فعلمت أن ربى سيسألنى عنهم يوم القيامة، وأن خصمى دونهم محمد صلّى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لى حجة عند خصومته، فرحمت نفسى فبكيت. وقد قال جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن حنبل فى قوله صلّى الله عليه وسلم: «ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»: ان عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى. توفى رحمه الله سنة احدى أو اثنتين ومائة، وعمره زهاء الأربعين. راجع ترجمته فى البداية والنهاية ٩/ ١٩٢ وما بعدها.