الحجة، فهي الليالي التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحييها كلها، وفيها ليلة القدر خير من ألف شهر.
٢ - كان النبي -صلى الله عليه وسلم- من شدة اهتمامه بهذه الليالي المباركة، يعتكف في المسجد، ويعتزل الناس، ويعتزل نساءه، تفرغًا للعبادة، وإقبالًا على الله.
٣ - الحديث دليل على شدة الإقبال على الطاعة في تلك العشر، والانصراف عن كل ما يقطع العلاقة بالله تعالى.
٤ - قوله:"إذا دخل العشر، شدَّ مئزره" دليل على الاهتمام، والإقبال على العبادة.
واختلف العلماء في تفسير "شدَّ المئزر" على قولين:
أحدهما: أنَّ هذا كناية عن التشمير للعبادة، والإقبال عليها، والجد فيها.
الثاني: أنَّ هذا كناية عن اعتزال النساء في هذه العشر، ويبعد المعنى الأخير: ما روي عن علي -رضي الله عنه- بلفظ؛ "فشدَّ مئزرك، واعتزِل النِّساء"، فإنَّ العطف يقتضي المغايرة، فهذا غير هذا.
٥ - قوله:"وأيقظَ أهله" أي: للصلاة والعبادة؛ لئلا تفوتهم فضيلة هذه المواسم المباركات، وهذا من كمال نصحه لهم، فينبغي لقَيِّم البيت أن ينشط أهله، ويرغبهم في العبادة، لاسيَّما في المواسم الفاضلة.
٦ - العشر الأخير: هي خاتمة الشهر، والأعمال إنما تكون بالخواتيم، ولعلَّ هذا من أسرار الجِد والاجتهاد فيها.
* خلاف العلماء:
قال العيني ما خلاصته: المشهور من مذاهب العلماء في هذا الحديث وشبهه كحديث غفران الخطايا بالوضوء، وبصوم يوم عرفة، ويوم عاشوراء -أنَّ المراد به: الصغائر فقط؛ كما في حديث الوضوء ما لم تؤت كبيرة.