ومثال ما يحتاج إلى بيان صفته:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}[البقرة: ٤٣]؛ فإن كيفيتها مجهولة تحتاج إلى بيان.
ومثال ما يحتاج إلى بيان مقداره:{وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة: ٤٣] في مقدار النصاب ومقدار المُخْرَج.
المُبَيَّن:
هو ما فُهِمَ منه معنًى معيَّن بالنَّصِّ أو بعد البيان.
فالأول: كقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}[الفتح: ٢٩]، وقوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}[الإسراء: ٣٢]، وكلفظ: سماء، وأرض، وجبل، وغير ذلك؛ فالآيتان صريحتان في بيان الحكمين، والألفاظ الثلاثة مفهومة المعنى بأصل وضعها.
الثاني: وهو ما يفهم المرادُ منه بعد التبيين؛ مثلُ قوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة: ٤٣]؛ فإن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كل منهما مجمَلٌ، ولكن الشارع بيَّنهما، فصار حكمهما التفصيلي بيِّنًا بعد التبيين.
العمل بالمُجْمَل:
يجب على المكلَّف العزمُ على العمل بالمجمل متى ظَهَرَ له بيانه، ويجب عليه البحثُ عنه إذا احتاج إلى العمل؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بيَّن لأمته جميع شريعته، ولم يترك شيئًا إلاَّ بيَّنه، إما بقوله، أو بفعله، أو بهما جميعًا.
وكل ما جاء مجملاً في القرآن الكريم: فإن السنة المطهرة بيَّنته وفسَّرته، حتى صار ذكره عَلَمًا عليه وعلى أحكامه التفصيلية؛ ولله الحمد.
فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والبيع، والنكاح، وغير ذلك من ألفاظ كانت مجملة مبهمة، إلاَّ أنها بعد أن عُرِفَتْ أحكامها وتفاصيلها، صارت أحكامًا مبيَّنة مفسَّرة لا تحتاج بعد ذلك إلى بيانٍ.