للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨٣ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَعْتكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى تَوفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجلَّ، ثُمَّ اعْتكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١).

ــ

* مفردات الحديث:

- يعتكف: الاعتكاف هو: حبس النفس في المسجد لله تعالى، وعكف على الشيء يعكف عكوفًا: إذا واظب عليه ولازمه، ومنه قوله تعالى: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: ١٣٨]، أي: يقيمون عليها، فيلازمونها.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان؛ طلبًا لليلة القدر، لما قوي ظنه أنَّها في تلك العشر المباركات، واستمرَّ يعتكفهن كل سنة حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده.

فيشرع الاعتكاف؛ لأنَّه سنة مؤكدة، فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأقرَّ عليها.

٢ - فائدة الاعتكاف وثمرته هي قطع المعتكف علائقه عن الدنيا وما فيها، والخلوة بربه، والتلذذ بمناجاته، وجمعية نفسه وخواطره وأفكاره عليه، وعلى عبادته.

٣ - الاعتكاف سنة باقية لم تنسخ؛ إذ اعتكف أزواج النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بعده.

٤ - كان -صلى الله عليه وسلم- يعتكف شهر رمضان كله، فكان آخر الأمر منه أن اقتصر على العشر الأواخر من رمضان؛ لما يرجى فيهن من ليلة القدر.

٥ - إنَّ شرط الاعتكاف أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة؛ لقوله تعالى:


(١) البخاري (٢٠٢٥)، مسلم (١١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>