أبيهم إبراهيم عليه السلام، إلاَّ أنَّهم غيَّروا، وبدَّلوا في صفة النسك.
٢ - أنَّ المشركين في حجهم يبقون في مزدلفة صبح يوم النحر حتى تشرق الشمس، ثم يفيضون إلى منى.
٣ - النَّبي -صلى الله عليه وسلم- خالفهم فدفع من مزدلفة إلى منى وقت الإسفار قبل طلوع الشمس.
٤ - وجوب مخالفة الكفار على تنوع مللهم، في أعمالهم، وأحوالهم، وشعائرهم؛ ليكون للمسلمين كيان مستقل عنهم، وميزة تبرزهم وتميزهم عن غيرهم، فلا يذوبون في الأوساط والمجتمعات المخالفة لنهجهم، والمؤسف أنَّ المسلمين الآن يترسمون خطاهم، فيحاكونهم في كل شيء بلا بصيرة.
٥ - قوله:"وإنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- خالفهم" يفهم قصد مخالفة الكفار، والابتعاد عن مشابهتهم.
٦ - تحصل من الاستقراء أنَّ إفاضات الحجيج ثلاث:
الأولى: من عرفة إلى مزدلفة ليلة عيد النحر، وهذه هي المذكورة في قوله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة: ١٩٩]
الثانية: من مزدلفة إلى منى، وهذه هي المذكورة في هذا الحديث:"فأفاض قبل أن تطلع الشمس".
الثالثة: الإفاضة من منى إلى مكة المكرَّمة لأداء طواف الحج المسمى "طواف الإفاضة"، وهي المشار إليها في حديث جابر السابق، وفيه:"ثم ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأفاض إلى البيت".