٤ - أنَّه ينبغي لمن أراد الوصية أن يبادر بها؛ لينفذ وصيته بنفسه، ليحرز ثوابه كله، وليخرجها حسب رغبته فيها، من قدْرها، ونوعها، وطريق مصرفها.
٥ - المبادرة بتنفيذ وصايا الميت؛ ليحرز أجرها، وأهم من ذلك المبادرة بأداء الواجبات، والحقوق التي عليه، سواء كانت لله كالحج والزكاة، والكفارات والنذور، أو كانت للناس كالديون.
٦ - مبادرة الحياة بفعل الطاعات، وعمل الخيرات، فالدنيا سباق في تحصيل الفضائل، واقتناص الثواب، فمن عَلَت مرتبته في الفضائل، زادت مرتبه في دار الجزاء.
* خلاف العلماء:
أجمع العلماء علماً أنَّ الدعاء، والاستغفار، والعبادات المالية، من
الصدقات، والحج، والعمرة، أنه يصل ثوابها إلى الميت.
فالدعاء والاستغفار دليله قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}[الحشر: ١٠]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "استغفروا لأخيكم فإنَّه الآن يسأل"[رواه أبو داود].
وأما الصدقة فدليلها حديث الباب.
وفي الحج ما في البخاري أنَّ امرأةً من جهينة قالت: يا رسول الله، إنَّ أُمِّي نذرت أن تحج، ولم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال:"نعم حجي عنها، اقضوا الله، فإنَّه أحق بالوفاء".
والأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة جدًّا.
وقد ساق منها ابن القيم في "كتاب الروح" جملة صالحة.
قال شيخ الإِسلام: أئمة الإِسلام متَّفقون على انتفاع الميت بدعاء الخلق له، وبما يُعمل عنه من البر، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإِسلام، وقد دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع، فمن خالف فيه كان من أهل البدع.