١ - قال تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}؛ فلبن الأم في هذه السن للطفل هو الغذاء الملائم لحالة الطفل، وهو الغذاء الذي يستفيد منه الطفل، ولا يستفيد من غيره من الأغذية الأخرى؛ لأنه مجهَّز ومصنَّع من قبل حكيم خبير، عليم بحال الطفل، وما يناسبه في هذه السن.
٢ - لذا جاءت الأحاديث الشريفة بتحديد الزمن الذي يصلح أن يستفيد جسم الطفل من الرضاع؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا رضاع إلاَّ ما كان في الحولين". [رواه الدارقطني]، وجاء في الصحيحين من حديث عائشة؛ أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال:"إنَّما الرضاعة من الجماعة".
٣ - كما جاءت أحاديث أُخَر تفيد أنَّ الرضاع المؤثر المحرم هو ما كان غذاءً للطفل، ولا غذاءَ غيره؛ من جث إنه لبن امرأةٍ، ومن جث كميته، وقدره، وتجهيزه، وتركيبه الرباني؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحرِّم المصة، ولا المصتان"[رواه البخاري].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحرِّم الرضعة، ولا الرضعتان". [رواه مسلم].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا رضاع إلاَّ ما أنشز العظم، وأنبت اللحم". [رواه أبو داود].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحرم من الرضاع إلاَّ ما فتق الأمعاء، وكان قبل الفطام". [رواه الترمذي وصححه الحاكم].
٤ - كل ما تقدم قد سقناه لبيان أن الرضاع الكثير في هذه السن المبكرة له دورٌ كبيرٌ في تنشئة الطفل، وبناء جسمه، فهذا الغذاء يتحول بإذن الله إلى طاقات مختلفة في الجسم، ومنها الطاقة العقلية والفكرية.
٥ - من هذا جاء النهي عن استرضاع المرأة الحمقاء؛ قال الدكتور الطبيب محمد علي البار: "مما لا ريب فيه أن المرضع تؤثر على الوليد بأخلاقها،