فهذه أمهات الذنوب ومنابعها، ثمَّ تفجَّر الذنوب من هذه المنابع على الجوارح:
فبعضها: في القلب؛ كالكفر، والبدعة، والنِّفاق، وإضمار السوء للنَّاس، وبعضها: على العين، والسمع، وبعضها: على الِّلسان، وبعضها: على البطن، والفرج، وبعضها: على اليدين، والرجلين، وبعضها: على جميع البدن.
ولا حاجة إلى تفصيل ذلك؛ فإنَّه واضح.
٥ - التوبة: هي الرجوع إلى الله تعالى بالنَّدم على ما مضى من المعاصي، والعزم على تركها إيمانًا لا لأجل نفع الدنيا، أو أذى النَّاسِ، وأنْ لا يكون على إكراهٍ وإلجاءٍ، بل اختيار حال التكليف.
٦ - قال الغزالي: المقبل على الله تعالى لابُدَّ لهُ من التوبة من المعاصي، وذلك لأمرين:
أحدها: ليحصل له توفيق الطَّاعة؛ فإنَّ شؤم الذنوب يورث الحرمان، وإنَّ الذنوب تمنع عن السير إلى الله تعالى، والمسارعة إلى خدمته.
الثاني: إنَّما تلزم التوبة لتُقْبَل من العبد الطَّاعات؛ فإنَّ التوبة إرضاءٌ للرَّبِّ، فكيف ندعوه ونناجيه، ونثني عليه، وهو غضبان.
والتوبة النَّصوح من مساعي القلب، فهيَ ترك اختيار ذنبٍ سبق مثله؛ تعظيمًا لله تعالى، وحذرًا من سخطه.
٧ - وللتوبة ثلاثة شروط:
أحدها: ترك الذنب اختيارًا لله تعالى.
الثاني: العزم على أنْ لا يعود إليه.
الثالث: النَّدم على ما فات منه.
ثمَّ إذا كان الذنب في حقِّ آدمي، فإنَّه يزاد شرطٌ رابعٌ: وهو أداؤه أو