للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث عقبة بن عامر؛ أنَّه سأل النَّبي -صلى الله عليه وسلم- عن النَّجاة؟ فقال: "أمسك عليك لسانك".

وكان أبو بكرِ الصديق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يشير إلى لسانه، ويقول: "هذا الَّذي أوردني في الموارد".

وقال الحسن البصري: "ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه".

٢ - ذكر الغزالي من آفات اللسان: الخوض في الباطل، والتقعر في الكلام، والفحش، والسب، والسخرية، والاستهزاء، وإفشاء السر، والمراء، والجدال، واللعن، والكذب، والغيبة، والنميمة، والخصومة.

٣ - وبهذا نعلم أنَّ الصَّمْت المحمود هو عن الكلام المحرَّم الَّذي ذكرنا بعضه، ومثله الكلام الَّذي لا فائدة منه؛ إذ ربما يجرَّ إلى الكلام المكروه، أو المحرَّم.

أمَّا إذا كان الكلام فيما ينفع، من التلاوة، والذكر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم، ومباسطة الأهل والإخوان: فهذا محمود.

٤ - واللسان لهذه الأغراض الفاضلة من نِعَمِ الله تعالى العظيمة، ولطائف صنعه، فإنَّه ينطق بالإيمان والإِسلام؛ قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: ١١٤].

فهذه الآية الكريمة هي الفصل في قبيح الكلام ومليحه.

٥ - قوله: "قليلٌ فاعله": لأنَّ النَّاسَ مجبولون على القيل والقال، وكثرة السؤال.

والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>