للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنَّ رجلًا قال للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أوصني، فقال: لا تغضب" فالمراد أمران:

الأوَّل: يوصيه بأنْ يعمل الأسباب التي توجب له حسن الخلق، من الحلم، والأناة، والحياء، والاحتمال، وكف الأذى، والصفح، والعفو، وكظم الغيظ، ونحو ذلك؛ فإنَّ النَّفس إذا تخلَّقت بهذه الأخلاق، وصارت لها عادة، أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول أسبابه.

الثاني: أنَّه يوصيه أنْ: لا تعملْ بمقتضى الغضب إذا حصل لك، بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه، والعمل بما يأمرك به، فإنَّ الغضب إذا ملك من بني آدم، كان هو الآمر النَّاهي له؛ ولهذا قال تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} [الأعراف: ١٥٤].

٤ - فضيلة الحلم: قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: ١٣٤].

وقال: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧)} [الشورى].

وأخرج أبو داود (٤٧٧٧) والترمذي (٢٠٢١) وحسَّنه، من حديث معاذ بن أنس الجهني، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كظم غيظًا هو قادر على أنْ ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق، ويخيره من أي الحور شاء".

والآثار والحِكَم المنقولة عن العلماء والحكماء في هذا الباب كثيرةٌ جدًّا.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>