للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - جاءت النصوص الكثيرة في ذمِّ البخل والشح؛ قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر].

وقال: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية. [آل عمران: ١٨٠].

وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ [محمد: ٣٨].

وجاء في مسند أحمد (١٤) والترمذي (١٩٦٣) من حديث أبي بكرٍ؛ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يَدخل الجنةَّ بخيل".

وأخرج الترمذي (٢٥٦٧) والنسائي في الكبرى (٢/ ٤٤) من حديث أبي ذَرٍّ؛ أَنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إنَّ اللهَ يبغض ثلاثة: الشيخ الزَّاني، والبخيل المنَّان، والمسبل المختال".

- قال في مختصر الإحياء: البخيل: هو الَّذي يمنع ما ينبغي منه، إمَّا بحكم الشرع، أو لازم المروءة، ومن قام بواجب الشرع، ولازم المروءة، تبرأ من البخل.

٥ - البخل داء، وسبب البخل أمران:

أحدهما: حب الشهوات التي لا يتوصل إلاَّ إليها بالمال.

الثاني: حب المال الَّذي تنال به الشهوات، ثمَّ تنسى الشهوات والحاجات، ويكون نفس المال هو المحبوب.

وعلاج الشهوات: القناعة باليسير، والصبر، والمعرفة يقينًا بأنَّ اللهَ تعالى هو الرَّزاق، ثمَّ ينظر في عواقب البخل في الدني؛، فإنَّه لاَبُدَّ لجامع المال من آفات تلم به رغم أنفه.

٦ - هنا ثلاثة أصناف: إسراف، وتقتير، واقتصاد:

فالصنفان الأولان مذمومان، والصنف الثالث محمود:

فالإسراف: هُو مجاوزة الحد في النفقات المباحة، أو النفقات

<<  <  ج: ص:  >  >>