للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٢٥ - وَعَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ" أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (١).

ــ

* مفردات الحديث:

- الألد: اللدود: هو من اشتدت خصومته، وألده: غلبه في الخصومة، وهي لداء، جمعه لُدٌّ؛ قال تعالى: {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧)} [مريم] أي: مجادلين بالباطل.

- الخَصِم: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الصاد المهملة، ومعناه: الذي يحج من يخاصمه، وذلك يكون محرمًا إذا كان في باطل.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - الألد: هو الخصم الشديد الخصومة، وشديد التأبي، قال تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤)} [البقرة]، وقال: {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧)} [مريم].

فاللدود: الشديد الخصومة، يبغضه الله تعالى؛ لأنَّ مثل هذا لا يريد بلجاجه طلب الحق، والوصول إلى الصواب، وإنما يريد أن يظهر على مجادله ومخاصمه، ولو بالباطل، وقد أخرج الترمذي (١٩٩٤)، من حديث ابن عباس أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "كفى بك إثمًا أن لا تزال مخاصمًا".

٢ - قال الغزالي: إنَّ الذم إنما هو لمن خاصم بباطل وبغير علم، كالذي يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف الحق في أي جانب؛ وكالذي لا يقتصر على قدر الحاجة؛ بل يظهر الكذب لإيذاء خصمه.

٣ - أما الذي يحاجُّ عن حق له هو مظلوم فيه بطرق الحجاج الشرعي، وأصولِ


(١) مسلم (٢٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>