للأعيان، والغلو فيهم، مدحاً أو طعناً، يوالي على ذلك ويفارق، ويحب ويخاصم، حتى إنك لا تجد من يخطئ شيخه، أو يصوب مخالفه، كما ظهر الهوى بأبشع صوره في الاتهامات بلا بينة، والافتراءات بلا برهان.
سوء الأخلاق: لقد ظهر سوء الأخلاق فيما نفثه بعضهم من حقد في ثنايا الكلام، ولؤم في صور التحريش والوشايات، لمخالفة في رأي، أو خروج عن مذهب، وصدرت ألفاظ من بعضهم لا يُتَصَوَرُ، صدورها من فساق الصبيان.
كما ظهر سوء الخلق في انعدام التسامح، والكبر في الجلوس مع من يظن أنه دونه، لعصبية بلدية -أي ليس من بلده- أو لغيرها.
ضعف الاتباع: بدا ذلك من خلال بحوث الناس عما لا ينفعهم، وتركهم ما ينفعهم، وعدم الاهتمام بسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما كان عليه في مثل هذه المواطن، كما ظهر ضعف الاتباع في انعدام التثبت، وتقليد الشيوخ بدل البحث عن الدليل.
ضعف في العلم والفهم: وقد وضح هذا؛ في بحث بعضهم عن دقائق الأمور، وغلوهم فيها، وعدم قدرتهم على التمييز بين الأصول والفروع، وبين القول واللازم، وصارت الحجة لعدد الشيوخ لا للدليل من الكتاب والسنة، وظهر هذا في عدم التفريق بين الأمور القطعية، والأمور الاجتهادية، وبين التخطئة والتضليل، فتُفسر التخطئة تضليلاً ثم تحذيراً، مع خلل واضح في موازنة المصالح والمفاسد فهماً وتطبيقاً، فضلاً عن أنه لا يحسن تخريج مناط، ولا يقدر على تحقيق مناط.
ومعظمهم لا يدري كيف تكون البينة على المدعي، ولا يفرق بين التهم التي تحتاج إلى إنكار، وبين غيرها، فضلاً عن فقدانه معنى البينة أصلاً، فالبينة عند كثير منهم، صراخ أو تباكي، أو ردود، أو تزكية لهذا الشيخ.
سوء في التربية: وتجلى ذلك في ضياع الأوقات، وهدر الطاقات، والمخاصمة بين الإخوان، والخوض في القيل والقال، وإسقاط فلان، ورفع علان، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً، كما