للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦٩٠ - حدّثنا يزيد بن سنان البصري، حدّثنا عمر بن يونس (١)، حدّثنا عكرمةُ بن عمار (٢)، ح

وَحدثنا أبو مقاتل البَلْخِي (٣)، حدّثنا عبد الله بن رجاء (٤)، حدّثنا حربُ بن شداد (٥)، ح

وَحدثنا إبراهيم بن مرزوق (٦)، حدّثنا هارون بن إسماعيل (٧)، حدّثنا

⦗٤٢١⦘ علي بن المبارك (٨)، قالوا: أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن سالمٍ، ح

وَحدثنا يوسف (٩)، حدّثنا محمّد بن كثير (١٠)، عن الأوزاعي، حدّثنا

⦗٤٢٢⦘ يحيى (١١)، -قال حدّثنا (١٢) عكرمةُ: مَولى المهري، وَقال حرب: سالم أبو عبد الله الدَّوسي، وقال الأوزاعيُّ أيضًا: سالم الدَّوسي، وَقال علي بن

⦗٤٢٣⦘ المبارك: سالم -عن عائشةَ أنهَّا قَالَتْ لعبد الرّحمن بن أبي بكر: أَسْبغ الوُضُوءَ فإني سَمِعْتُ رسولَ الله يقول: "وَيلٌ للأعقابِ مِن النَّارِ" (١٣).


(١) الحنفي، أبو حفص اليمامي.
(٢) العجلي اليمامي، تُكُلِّم في روايته عن يحيى بن أبي كثير، انظر: ح (٧١)، وقد توبع هنا.
(٣) سليمان بن محمّد بن فضيل البلخي.
(٤) ابن عمر الغُدَاني البصري.
(٥) اليشكري، أبو الخطّاب البصري.
(٦) ابن دينار الأموي، أبو إسحاق البصري.
(٧) الخزَّاز، أبو الحسن البصري.
(٨) الهنُائي البصري.
(٩) ابن سعيد بن مُسَلَّم المصيصي.
(١٠) ابن أبي عطاء الثقفي مولاهم، أبو يوسف الصنعاني، نزيل المصّيصة، توفي سنة (٢١٦ هـ)، وقبل بعده بسنة أو سنتين.
وثقه ابن سعد، وابن معين، وقال صالح جزرة، والساجي: "صدوق، كثير الخطأ"، وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: "يخطئ، ويُغرب".
وقال ابن المديني: "كنت أشتهي أن أرى هذا الشّيخ، فالآن لا أحب أن أراه"، وضعفه الإمام أحمد جدًّا، وقال أيضًا: "منكر الحديث -أو قال: يروي أشياء منكرة"، وقال مرّة: "لم يكن عندي بثقة"، وقال البخاريّ: "ليِّنٌ جدًّا".
وقال أبو زرعة الرازي: "دُفِع إليه كتاب الأوزاعي وفي كلّ حديث كان -مكتوبًا-: حدّثنا محمّد بن كثير، فقرأه إلى آخره يقول: حدّثنا محمّد بن كثير عن الأوزاعي، وهو محمّد بن كثير" عقب الذهبي قائلًا: "هذا تغفيل، يسقط الراوي به".
وقال أبو داود: "لم يكن ممّن يفهم الحديث"، وقال النسائي: "ليس بالقوي، كثير الخطأ"، وذكره العقيلي، وابن عدي في الضعفاء وقال العقيلي: "حدث عن معمر بمناكير لا يتابع منها على شيء"، وقال ابن عدي: "له روايات عن معمر والأوزاعي خاصّة أحاديث عداد ممّا لا يتابعه عليه أحد"، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم".
وقال الذهبي في السير: "يكتب حديثه، أما الحجة به فلا تنهض".
وقال في الكاشف: "مختلف فيه، صدوق، اختلط بأخرة".
وقال الذهبي: "صدوق، كثير الغلط" =
⦗٤٢٢⦘ = وقال ابن العماد الحنبلي: "كان محدِّثًا، حسن الحديث".
وقد وُصف بالاختلاط قال ابن سعد: "يذكرون أنه اختلط في آخر عمره"، ووصفه الذهبي أيضًا بذلك كما مرَّ قريبًا، ولم يذكره ابن الكيال في "الكواكب النيرات" ولا استدركه محقِّقُ الكتاب في ملحقيه بآخر الكتاب، وقد ذكر سبط ابن العجمي في الاغتباط، وعلى كلٍّ فقد تابعه ثقتان عند الإمام أحمد كما سيأتي في التخريج.
انظر: الطبقات لابن سعد (٧/ ٤٨٩)، سؤالات ابن الجنيد (ص: ٣٥٧)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (٣/ ٢٥٢، ٤٣٨)، التاريخ الكبير للبخاري (١/ ٢١٨)، الضعفاء للعقيلي (٤/ ١٢٨)، الجرح والتعديل (٨/ ٦٩)، الثقات لابن حبّان (٩/ ٧٠)، الكامل لابن عدي (٦/ ٢٢٥٨)، تهذيب الكمال للمزي (٢٦/ ٣٢٩)، الميزان (٤/ ١٨)، والكاشف (٢١٢)، وسير أعلام النُّبَلاء للذهبي (١٠/ ٣٨٠)، الاغتباط لسبط بن العجمي (ص: ٣٤٢)، تهذيب التهذيب (٩/ ٣٦٠)، والتقريب لابن حجر (٦٢٥١)، شذرات الذهب لابن العماد (٣٨).
(١١) هو: ابن أبي كثير الطائي.
(١٢) كذا في جميع النسخ، والصواب -والله أعلم- أن صيغة التحديث زيدت خطأ؛ لأن مراد المصنِّف هنا أن يبيِّن اختلاف الرواة عن يحيى بن أبي كثير في تسمية "سالم" الراوي عن عائشة، ويحيى لا يحدِّث عن عكرمة، وإنّما عكرمة هو الّذي يحدِّث عن يحيى كما مرَّ في أسانيد هذا الحديث وعليه فبعد قول المصنِّف: "حدّثنا يحيى" شرع في جملة معترضة ببيان اختلاف الرواة عنه في تسمية سالم بالعبارة: "قال عكرمة: مولى المَهْري، وقال حرب … إلخ" وقوله: "حدّثنا" قبل عكرمة خطأ لعلّه من أحد الرواة -أو النساخ- والله أعلم.
(١٣) أخرجه مسلم في كتاب الطّهارة -باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما (١/ ٢١٣ ح ٢٥) من طريق محمّد بن عبد الرّحمن، وفي (١/ ٢١٤ ح ٢٥) من طريق نعيم بن عبد الله المجمر كلاهما عن سالم مولى شداد عن عائشة به.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (٦/ ٨٤) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وبهلول بن حكيم كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٨) من طريق أبي داود، عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير به.
تنبيه:
أخرج مسلم الحديث أيضًا -في الموضع نفسه- عن محمّد بن حاتم، وأبي معن الرقاشي، عن عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن سالم مولى شداد عن عائشة به، زاد في الإسناد: أبا سلمة بن عبد الرّحمن.
وكأن المصنِّف رحمه الله تعالى -بإيراده الأسانيد العديدة عن يحيى بن أبي كثير بدون ذكر أبي سلمة في الإسناد- يشير إلى تعليل رواية مسلم.
وقد وافقه على تعليل هذا الإسناد -أي بزيادة أبي سلمة فيه-: البخاري، والدارقطني، والخطيب البغدادي.
ذكر البخاريّ رحمه الله تعالى أسانيد لهذا الحديث عن يحيى عن سالم عن عائشة، ثمّ قال: "وقال عكرمة عن يحيى: حدثني أبو سلمة، حدثني أبو سالم، ولا يصح".
وسئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: "يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه: فرواه عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمه، عن سالم، عن عائشة ووهم =
⦗٤٢٤⦘ = فيه، وخالفه [حرب] بن شداد، وعقيل بن خالد، وحسين المعلم، والأوزاعي، وشيبان، فرووه عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني سالم الدوسي، عن عائشة، وهو الصّحيح".
تنبيه:
وقع في "العلل" للدارقطني: "حرث" بدل "حرب" وهو تصحيف.
وأخرج الخطيب الحديث من طريق شيبان عن يحيى بن أبي كثير على الصواب، ثمّ أخرجه من طريق موسى بن مسعود، عن عكرمة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: حدثني مولى المَهري، ثمّ قال: "كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، وهو وهم، والصواب عن يحيى، عن سالم نفسه، ولا وجه لإدخال أبي سلمة في الإسناد".
ويظهر أن عكرمة بن عمار كان يضطرب في هذا الحديث فتارة يرويه عن سالم بدون ذكر أبي سلمة، وتارة بذكره، فقد أخرجه مسلم من طريق عمر بن يونس عنه بذكر أبي سلمة فيه، وأخرجه المصنِّف من طريق عمر بن يونس -أيضًا- عنه بدون ذكر أبي سلمة، وتابع عمر بن يونس عن عكرمة في ذكر أبي سلمة: موسى بن مسعود، أخرجه من طريقه الخطيب كما مرَّ قريبًا، وعكرمة موصوفٌ بأنه يضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير وصفه بذلك الإمام أحمد وغيره، وسبق ذلك في ترجمته في ح (٧١).
فائدة الاستخراج:
الحديث في صحيح مسلم علَّل العلماء أحد أسانيده، وإخراج المصنِّف له من طريق خالٍ من التعليل من فوائد الاستخراج.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٤/ ١٠٩)، العلل للدارقطني -المخطوط (٥/ ل ٨٠ ب - ٨١ أ)، موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي (١/ ٢٩٣).