للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٠٠٤ - ز- حدثنا الصغاني (١) وعَلَّان بن المغيرة (٢) ومحمد بن عوف، قالوا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن عمرو المعافري أنَّ أبا سلمة [*] القِتْباني (٣) أخبره، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت النبي يقول: "إنّ ثلاثة نفر من بني إسرائيل خرجوا يرتادون المطر، فأووا تحت صخرة، فخرَّت صخرة فأطبقت عليهم، فنظر بعضهم إلى بعض، فقال: إنه لا ينجيكم من هذا إلا الصدق"، وذكر الحديث، وقال: "طاق".

⦗١١٦⦘

قال ابن عوف: إنَّ أبا أسلم القتباني (٤) حدثهم عن عقبة (٥).


(١) محمد بن إسحاق.
(٢) هو علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي، وعلان لقبه.
(٣) قتبان: بكسر القاف، وسكون المثناة، بعدها موحدة، قبيلة من رُّعَيْن، ينسب إليها جماعة من حملة العلم. انظر: الإكمال لابن ماكولا (٧/ ٦٤، ٧٧)، تقريب التهذيب (رقم: ٩٢٣، ١٩٤٧، ٢٣٧٧)
والقتباني هذا؛ لم أقف فيه على جرح أو تعديل، ولا على ذكر له في غير هذه الرواية، واختلف أصحاب سعيد بن أبي مريم في تسميته، فقال أكثرهم: أبو سلمى - بضم السين، وفتحه- القتباني. واختلف على محمد بن عوف عنه، فقيل: أبو أسلم القتباني. وقيل: سالم أبو عمران. وقيل: أبو سلمة القتباني. وقيل: أبو مسلم القتباني. والأكثر هو أبو سلمى القتباني. وإسناده مصري، ومدار. حديثه هذا على ابن لهيعة، وهو غير حجة فيما يتفرد به. والله أعلم
انظر لضبط أبي سُلمى: علل الحديث لابن أبي حاتم (٥/ ٣٢٧ - ٣٢٨/ ٢٠١٥)، الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٣٢٦)، توضيع المشتبه (٥/ ١٤٣). تبصير المنتبه (٢/ ٦٨٧).
(٤) وحكى ابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٣٢٧/ ٢٠١٥) عن ابن عوف أنه قال فيه: "سالم أبو عمران"، وخطأه أبو حاتم الرازي، وتقدم الكلام عليه آنفا.
(٥) الحديث تقدم عند المؤلف (برقم ٦٠٢٤)، وأورده ابن قطلوبغا في مسند عقبة بن عامر (٢٥١) من طريق أبي نعيم الإسفراييني، عن أبي عوانة به.
وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٠٤) عن سعيد بن أبي مريم به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٣٢٧/ ٢٠١٥) عن محمد بن عوف الحمصي، والطبراني في الدعاء (١٩٥) عن أحمد بن حماد بن زغبة، وأبو سعيد النقاش في فنون العجائب (٣٥) من طريق عبيد بن شريك، وتمام في الفوائد (١/ ١٧٢/ ٣٩٨) من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي، جميعهم عن سعيد ابن أبي مريم به.
وأخرجه الروياني في المسند (١/ ٢٦٥/١٩٧) وابن أبي حاتم في العلل (٥/ ٣٢٨/ ٢٠١٥)، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب -ابن أخي ابن وهب-، عن عمه عبد الله بن وهب.
وأخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في مجلس من أماليه (٩) من طريق سعيد بن إبراهيم، ثلاتتهم (ابن أبي مريم، وابن وهب، وسعيد بن إبراهيم) عن ابن لهيعة به.
وهذا إسناد ضعيف، لما يلى:
١ - أبو سُلْمى القِتْباني: لم يذكر بجرح ولا تعديل، ولم يتابع عليه، ومدار حديثه على ضعيف.
٢ - مداره على ابن لهيعة: وهو سيء الحفظ مخلِّط، كثير الأوهام، يدلس عن الضعفاء والمتروكين بما لا أصل له، فيرويها عن ثقات لقيهم وسمع منهم، وبعد احتراق كتبه كان يحدث بكل ما يؤتى به إليه، ويخلِّط دون أن يعرف، فترك حديثه المتأخر، ويعتبر بحديثه من سماع القدامى والعبادلة (ابن المبارك، وابن وهب، وابن المقرئ) ومن في حكمهم عنه، مع تجنب تدليسه ومنكيره، كما حققه ابن حبان في المجروحين (١/ ٧٦، ٢/ ١١ - ١٢)، وعليه ذكره ابن حجر في الطبقة الخامسة من المدلسين (رقم: ١٤٠). وانظر:=

⦗١١٧⦘
= تهذيب الكمال (١٥/ ٤٨٧ - ٥٠٢/ ٣٥١٣).
وهذا الحديث مداره على غير العبادلة ومن في حكمهم عنه.
وأما رواية ابن وهب فلا عبرة بها، فإنه لا يثبت عنه، إذ مداره على ابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وهو يتفرد عن عمه بالمناكير والموضوعات، كما في ميزان الاعتدال (١/ ١١٣ - ٤٤٤/ ١١٤)، فلا عبرة بما يتفرد مثله عن إمام مثل ابن وهب، إلا من رواية النقاد الذين أخذوا عنه قبل أن يخلِّط.
والله أعلم وعليه ضعف إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٦/ ٥١٠).
٣ - نكارة متنه في النفر الثالث: قال الحافظ ابن حجر: "اتفقت الروايات كلها على أن القصص الثلاثة في الأجير والمرأة والأبوين، إلا حديث عقبة بن عامر ففيه بدل الأجير أن الثالث قال: "كنت في غنم أرعاها فحضرت الصلاة فقمت أصلي فجاء الذئب فدخل الغنم فكرهت أن أقطع صلاتي فصبرت حتى فرغت"، فلو كان إسناده قويا لحمل على تعدد القصة". فتح الباري (٦/ ٥١١).
وعليه عده الألباني في الضعيفة (١٤/ ١٢ - ١٣/ ٦٥٠١) علة ثالثة للحديث.