للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٤٢ - حدثنا يوسفُ القاضي (١)، حدثنا محمد بن أبي بكر (٢)، حدثنا ابن أبي عَدِيٍّ (٣)، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: سرنا مع رسول الله بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال: "أيُّ واد هذا؟ " قالوا: وادي الأزرق، قال: "كأنِّي أنظر إلى موسى " فذكر من لونه وشعره شيئًا لا يحفظُه داود "واضعًا أصبعيه في أذنيه، له جُؤار إلى الله بالتلبية" ثم سِرْنا حتى أتينا على ثَنِيَّة فقال: "أي

⦗٤٤⦘ ثنية هذه؟ " قالوا: ثنِيَّة لِفْت (٤)، قال: "كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء عليه جُبَّة صوف خطام ناقته خُلْبَة (٥) قد انحدر في هذا الوادي ملبِّيًا (٦) ".


(١) يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري الأصل، أبو محمد القاضي البغدادي، وهو الذي قتل الحلَّاج.
(٢) هو: محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المُقدّمي، أبو عبد الله البصري.
(٣) هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عَدِيٍّ السُّلَمي ت / ١٩٤ هـ.
وثقه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حجر.
انظر: تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي (ص ٦٤، ح ١٠٦)، الجرح والتعديل (٧/ ١٨٦)، تهذيب الكمال (٢٤/ ٣٢١)، التقريب (ت ٦٣٩٥).
(٤) لِفْت: بكسر اللام وسكون الفاء، وفيها وجهان آخران، وهما: فتح أوله وسكون الثاني، وفتح أوله وفتح الثاني، وادٍ قريب من هَرْشَى عَقبة بالحجاز بين مكة والمدينة، وهي الآن ثنية تشرف على خليص من الشمال، يطؤها الدرب بينه وبين قديد، سلكها رسول الله في مهاجرته، وتسمى اليوم "الفَيْتُ"، ولعله تحريفًا للفيت بالتصغير .. ، وقد هجرت لفت من زمن، ولم تعد مطروقة، وعند ما عبد الطريق تجاهلها وتركها وأخذ عنها يسارًا في حرَّة لم تكن مطروقة من قبل.
انظر: معجم البلدان (٥/ ٢٠)، شرح النووي (٢/ ٤٠٠)، مشارق الأنوار (١/ ٧٢٥)، المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية (ص ٣٩٣).
(٥) خُلْبة: بضم الخاء المعجمة، وسكون اللام، اللِّيف، أي جعل لها خطام من حبل ليف. انظر: النهاية لابن الأثير: (٢/ ١٣٧)، مشارق الأنوار (١/ ٤٦١).
(٦) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذكر النَّبيّ والأنبياء (١/ ١٥٢ ح ٣٦٩) عن محمد بن المثنّى، عن ابن أبي عدّيٍّ بنحوه.