للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٤٨ - حدثَنا محمد بن حيَّويه (١)، حدثنا مُطَرِّف (٢)، والقَعْنَبي، ويحيى (٣)، عن مالك، ح.

⦗٥٢⦘ وحدثنا أبو إسماعيل (٤)، حدثنا القعنبي، عن مالك (٥)، عن سعيد بن أبي سعيد يعني المقبري (٦)، عن عُبيد بن جريج (٧)، أنه قال لابن عمر: رأيتك تصنع أربعًا لم أر أحدًا من أصحابك يصنعها، قال: ما هن يا ابنَ جريج؟ قال: رأيتك لا تمَسُّ من الأركان إلا اليمانِيَّيْنِ، ورأيتك تلبس النِّعال السِّبْتية (٨)، ورأيتُك تصبُغُ بالصُّفْرة (٩)، ورأيتك إذا كنتَ

⦗٥٣⦘ بمكَّة أهلَّ الناس إذا رأوا الهِلال، ولم تُهِلَّ أنت حتى كان يوم التروية، فقال ابن عمر: "أما الأركان فإني لم أر النبِيّ (يمَسُّ (١٠)) إلا اليمانيين، وأما النِّعال السِّبتية فإني رأيت النَّبِي يلبس النِّعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصُّفرة فإني رأيت النَّبِيّ يصبَغُ، فإني أحِبُّ أن أصبُغَ بها، وأمَّا الإهلال فإنِّي لم أر رسول الله يهِلُّ حتَّى تنبَعِثَ به راحلتُه (١١) ".


(١) هو: محمد بن يحيى بن موسى الإسفراييني، يلقب حيَّويه، وقيل بل هو لقب لأبيه يحيى.
(٢) هو: مطرف بن عبد الله بن مطرف اليساري، أبو مصعب المدني.
(٣) هو: يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكريا النَّيسابوري، ت / ٢٢٦ هـ.
وثقه ابن راهويه، والنَّسائي، وابن حجر وغيرهم، قال الإمام أحمد: "كان ثقة وزيادة" وأثنى عليه خيرًا. =
⦗٥٢⦘ = انظر: تهذيب الكمال (٣٢/ ٣١)، السير (١٠/ ٥١٢)، التقريب (ت ٨٦٣٧).
(٤) محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي.
(٥) موضع التقاء الإسناد مع مسلم، والحديث في موطئه من رواية الليثي عنه بمثله.
انظر: الموطأ (٢/ ٤١٨ - ٤١٩).
(٦) اسم أبي سعيد: كَيسان المقبُري -نسبةً إلى مقبرة بالمدينة كان مجاورًا لها.
(٧) عُبيد بن جُرَيج التيمي، مولاهم المدني، ثقة، من الطبقة الثالثة.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٥/ ٤٤٤)، والتقريب (ت ٤٩٠٩).
(٨) منسوبة إلى السِّبْت بالكسر وهو جلد البقر، وقيل المدبوغة بالقُرَظ، وقيل: هو من السّبْت وهو الحَلقْ لأن الشّعر يُسْبَتُ عنه ويُزال، وذكر راوي الحديث عاصم عند الطرسوسي في مسند عبد الله بن عُمر، بأنَّ النِّعال السِّبتية تُحلقُ وتُدبغُ ليس فيها شعر.
انظر: مسند عبد الله بن عمر للطرسوسي (ص ٢٢)، فتح الباري (١/ ١٢٩)، غريب الحديث لأبي عبيد (٢/ ١٥٠)، الفائق للزمخشري (٢/ ١٤٨).
(٩) تصبُغُ بالصفرة: بضم الباء وفتحها لُغَتان مشهورتان، أي تلوِّن وتغير بالصُّفرة، وهي الوَرْس والزَّعَفْران.
انظر: شرح النووي على مسلم (٨/ ٣٣٤)، الفائق للزمخشري (٢/ ٢٨٤) لسان =
⦗٥٣⦘ = العرب لابن منظور (٧/ ٣٥٨)، القاموس المحيط (ص ٣٩٦).
(١٠) تصحَّف في نسخة (م) إلى تلبس.
(١١) أخرجه مسلم في كتاب الحج -باب الإهلال من حيثُ تَنْبعث الراحلة (٢/ ٨٤٤، - ٨٤٥، ح ٢٥، ح ٢٦)، عن يحيى بن يحيى عن مالك بنحوه، وعن هارون بن سعيد الأيْليّ، عن ابن وهب، عن أبي صخر، عن ابن قُسيط، عن عُبيد بن جريج به، واختصر الحديث وقال: "بهذا المعنى" أي بمعنى حديث مالك، وأخرجه البخاري في كتاب الطهارة -باب غسل الرجلين في النعلين (ص ٣٣)، عن عبد الله بن يوسف، وفي كتاب اللباس -باب النعال السبتية- (ص ١٠٣١) عن القعنبي، كلاهما عن مالك بمثله، وأخرجه أيضًا.
من فوائد الاستخراج: أخرجه المصنف من طريق القعنبي ويحيى عن مالك، بينما أخرجه مسلم عن يحيى عن مالك، ورواية القعنبي عن مالك أعلى من رواية يحيى عنه، وكان ابن معين لا يقدم على القعنبي أحدًا في مالك، وقال ابن المدينيّ: "لا أقدِّم من رواة الموطأ أحدًا على القَعْنَبي".
وربما لهذا أخرج البخاري رواية القَعْنبي في صحيحه. =
⦗٥٤⦘ = انظر: الجرح والتعديل (٥/ ١٨١)، معرفة الثقات للعجلي (٢/ ٦١)، من كلام يحيى بن معين في الرجال (رواية الدقَّاق ص ١١٦)، الثقات لابن حبّان (٨/ ٣٥٣)، تهذيب الكمال (١٦/ ١٣٦)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٥٧)، تهذيب التهذيب (٦/ ٣٢)، تقريب التهذيب (ت ٤٠٠٩).