قلتُ: ولعلَّ سببَ تخطئةِ النَّسائي هو تفرُّدُ مكيِّ بن إبراهيم عن الإمام مالكٍ بهذا الحديث دون سائر تلاميذه، والإمام مالك إمامٌ يُجمعُ حديثُه، على أنَّ الحديثُ رُوِي من طرق أخرى عن عمر بن الخطَّاب ﵁، بعضها صحيحة، وبعضها متكلَّم فيها: فرواه جابِر بن عبد الله ﵄ عن عُمر بن الخطاب ﵁ (كما في صحيح مسلم ٢/ ٨٨٥ - ٨٨٦، ٩١٤، ومسند أحمد ٣/ ٣٢٥، وسيأتي عند المصنف برقم ٣٨١٣، ٣٨١٤). ورواه سعيد بن أبي عروبة في جزء المناسك (ح ٤٣) عن أيُّوب السّختياني، عن أبي قلابة، عن عمر، ورواه أيضًا (ح ٤٤) عن قتادةَ عن عُمر، لكنَّ قتادة لم يسمع من عُمر، ورواه سليمان بن حرب (كما في جزء أحاديث أيوب السّختياني (ح ٤٩) = ⦗٤١٤⦘ = وسعيد بن منصور في سننه (١/ ٢٥٢) كلاهما عن حَّماد بن زيد، عن أيوب السختياني عن أبي قلابة، عن عمر بن الخطَّاب، لكنَّ أبا قلابة لم يدركْ عمر ابن الخطَّاب (تهذيب الكمال ٢١/ ٣٢١). وروي من عدة طرُقٍ عن ابن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سَعيدٍ عن عُمر (كما عند أحمد ١/ ١٧، والطَّحاوي ٢/ ١٩٥، وأبي الفتح نصر المقدسي في تحريم نكاح المتعة ص ١٤١، وانظر عِللَ الدارقطني ٢/ ١٥٦).