للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٤ - حَدثَنا محمد بن يحيى، حدثنا إسْماعيلُ بن أبي أُوَيس (١)، حَدثنِي

⦗١٢٦⦘ أخي (٢)، عن سليمان بن بلال، عَن عَمرو بن أبِي

⦗١٢٧⦘ عمرو (٣)،

⦗١٢٨⦘ عَن المَقبُري (٤)، ح

⦗١٢٩⦘ وحَدثنِي أبِي (٥)، حدَّثنا علي بن حُجْر (٦)، حدثنا إسْماعيل بن

⦗١٣٠⦘ جعفر (٧)، عن عمرو بن أبي عَمرو، عن أبي سعيدٍ المقبري، عن أبي هُرَيرة أَنَّ النَّبِي انصَرَف من الصُّبح يومًا فأتى النساء في المسجدِ فوقَف عليهنَّ، فقال: "يا معشَرَ (٨) النساء ما رأيتُ من نواقصِ عُقولٍ قَطُّ ودينٍ أَذهبَ بقلوب ذَوي الألبابِ منكنَّ، وَإنِي قد رأيتُ أنَّكنَّ أكثر أهل النار يومَ القيامةِ، فتقرَّبن إلى الله بما استطعتُنَّ" (٩).


(١) إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، أبو عبد الله المدنِي، توفي سنة (٢٢٦ هـ).
مختلف فيه، فقد ضعفه ابن معين -في أكثر الروايات عنه-، والنسائي، وغيرهما.
ووثقه الإمام أحمد، وابن معين في رواية الدارمي، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، وكان مغفلًا".
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطنِي: "لا أختاره في الصحيح".
قال الذهبيِ: "لولا أن الشيخين احتجا به لزحزح حديثه عن درجة الصحيح إلى درجة الحسن، هذا الذي عندي فيه". وقال أيضًا: "الرجل قد وثب إلى ذاك البر، واعتمده صاحبا الصحيحين ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى؛ فإنه من أوعية العلم".
وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري: "احتج به الشيخان إلا أنهما لم يكثرا من تخريج حديثه ولا أخرج له البخاري مما تفرد به سوى حديثين، وأما مسلم فأخرج له أقل مما أخرج له البخاري … ". =
⦗١٢٦⦘ = وقال أيضًا: "وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله، وأذن له أن ينتقي منها، وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه، وهو مشعرٌ بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتبه من أصوله، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره، إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه" وقال في التقريب: "صدوقٌ، أخطأ في أحاديث من حفظه".
والحديث رواه غيره كما في الإسناد الآخر، وكما سيأتي في التخريج.
انظر: معرفة الرجال رواية ابن محرز (١/ ٦٥)، تاريخ الدارمي عن ابن معين (ص: ٢٣٩) الجرح والتعديل (٢/ ١٨١)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: ٥١)، الثقات لابن حبان (٨/ ٩٩)، الكامل لابن عدى (١/ ٣١٧)، سير أعلام النبلاء (١/ ٣٩٢)، والميزان للذهبي (١/ ٢٢٣)، هدي الساري (ص: ٤١٠) والتقريب لابن حجر (٤٦٠).
(٢) عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، توفي سنة (٢٠٢ هـ).
وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يتفرد"، وقال الدارقطنِي: "حجة"، وسئل عنه أبو داود فقدَّمه على أخيه إسماعيل تقديمًا شديدًا.
وضعفه النسائي، وقال الأزدي: "كان يضع الحديث" فتعقبه الذهبيِ في الميزان بقوله: "وهذه منه زلَّةٌ قبيحة"، ورمز له "صح"، وقال ابن حجر: "كأنه ظن أنه آخر غير هذا، وقد بالغ أبو عمر بن عبد البر في الردِّ على الأزدي فقال: هذا رجم بالظن الفاسد، كذبٌ محض إلخ كلامه، قلت: احتج به الجماعة إلا ابن ماجه". ووثقه الذهبيِ، وابن حجر.
انظر: سؤالات ابن الجنيد (ص: ٣١٢)، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم (٦/ ١٥)، الثقات لابن حبان (٨/ ٣٩٨)، تهذيب الكمال للمزي (١٦/ ٤٤٤)، ميزان الاعتدال =
⦗١٢٧⦘ = (٢/ ٥٣٨)، الكاشف للذهبي (١/ ٦١٦)، تهذيب التهذيب (٦/ ١٠٨)، هدي الساري (ص: ٤٣٧)، والتقريب لابن حجر (٣٧٦٧).
(٣) عمرو بن ميسرة، أبو عثمان المدنِي، مولى المطلب بن عبد الله القرشي. وثقه ابن معين -في رواية- وأنكر عليه حديثه عن عكرمة، ووثقه الإمام أحمد، والبخاري -وقال: "روى عن عكرمة مناكير"-، ووثقه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وابن عدي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ، يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه"، ووثقه العجلي، وابن رجب وغيرهم.
وضعفه ابن معين -في أكثر الروايات-، وأبو داود، والنسائي، والجوزجانِي، وابن القطان، وغيرهم. وأكثر من ضعَّفه لأجل روايته عن عكرمة حديث: "من أتى البهيمة فاقتلوه".
وقد وثقه الذهبِي في أكثر كتبه وقال: "حديثه صالح حسن، منحط عن الدرجة العليا من الصحيح".
وقد أخرج له الشيخان في الأصول، وقد ذكر الحافظ في هدي الساري أن البخاري لم يخرج له من روايته عن عكرمة شيئًا، بل أخرج له من روايته عن أنس، ومن روايته عن سعيد بن جبير، ومن روايته عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. وقال في التقريب: "ثقة، ربما وهم".
ويستثنى من هذا التوثيق روايته عن عكرمة فإنه يتوقف فيها حتى يوجد له متابع، والله أعلم.
انظر: تاريخ الدوري (٢/ ٤٥٠)، العلل رواية عبد الله بن أحمد (٢/ ٥٢)، أحوال الرجال للجوزجانِي (ص: ٢١٢)، ترتيب ثقات العجلي (٢/ ١٨١)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٥٣)، علل الترمذي الكبير (٢/ ٦٢٢)، الكامل لابن عدي (٥/ ١٧٦٨)، =
⦗١٢٨⦘ = الثقات لابن حبان (٥/ ١٨٥)، تهذيب الكمال للمزي (٢٢/ ١٧٠)، الميزان للذهبيِ (٣/ ٢٨١)، شرح علل الترمذي لابن رجب (٢/ ٧٩٧)، هدي الساري لابن حجر (ص: ٤٥٣)، التقريب (٥٠٨٣).
(٤) المَقْبُري: بفتح الميم، وسكون القاف، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها راء مهملة، نسبة إلى مقبرة كان يسكن بالقرب منها.
ووقع في (ط) "سعيد المقبري" بدل "المقبري" -وسيأتي الكلام عليه في التخريج-، وفيه أيضًا في هذا الموضع: "قال أبو عوانة: كذا وقع عندي سليمان بن بلال عن سعيد"، ولكن عليه علامة حذف (لا - إلى).
وسعيد هذا هو: ابن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدنِي، توفي في حدود سنة (١٢٠ هـ)، وثقه جمهور الأئمة، غير أنه اختلط قبل موته بأربع سنين، وصفه بذلك الواقدي، ويعقوب بن شيبة، وابن حبان، وقال شعبة: "حدثنا سعيد المقبري بعد أن كبر".
وأثبت الناس فيه: ابن أبي ذئب، والليث بن سعد.
قال الحافظ ابن حجر: "أكثر ما أخرج له البخاري من رواية هذين عنه، وأخرج له أيضًا من رواية مالك، وإسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر العمري وغيرهم من الكبار، وروى له الباقون لكن لم يخرجوا من حديث شعبة عنه شيئًا".
وذكره الشيخ عبد القيوم البستوي في ملحقه على "الكواكب النيرات".
وأنكر الذهبي اختلاطه فقال في الميزان: "ثقة، حجة، شاخ، ووقع في الهرم، ولم يختلط"، وقال أيضًا: "ما أحسب أن أحدًا أخذ عنه في الاختلاط فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم يحمل عنه وحدث عنه مالك والليث"، ورمز له "صح".
ويرد عليه ما سبق نقله عن شعبة، وما سبق من كلام الحافظ من أن أصحاب الكتب =
⦗١٢٩⦘ = الستة لم يخرجوا له من حديث شعبة عنه. ووثقه الحافظ ابن حجر.
ولم أجد أحدًا ذكر عمرو بن أبي عمرو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، ولكن أخرج البخاري حديثه عن سعيد كما سبق نقله -قريبًا- من كلام الحافظ في ترجمة عمرو بن أبي عمرو.
انظر: الأنساب للسمعانِي (١١/ ٤٣٦)، تهذيب الكمال للمزي (١٠/ ٤٦٦)، الميزان للذهبي (٢/ ١٣٩)، وهدي الساري لابن حجر (ص: ٤٢٥)، التقريب (٢٣٢١)، الكواكب النيرات لابن الكيال (ص: ٤٦٦).
(٥) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفرائينِي، والد المصنِّف رحمه الله تعالى، لم أجد من ترجم له، ولكن قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" في ترجمة إسحاق بن أبي عمران موسى بن عمران الإسفرائينِي: "هو والد الحافظ أبو [كذا] عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد فيما أرى، أظنُّ الحكم وهم في تسمية أبيه: موسى بن عمران … "، وردَّ هذا السبكي وغيره، ثم كأنَّ الذهبي رحمه الله تعالى رجع عن ذلك فقال في "السير" في ترجمة ابن أبي عمران: "كان من الأئمة الأثبات، وتخيَّل إليَّ أنه والد أبي عوانة، لكن والد أبي عوانة اسمه: إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفرائينِي يروي عن إسحاق بن راهويه، وابن حُجر، وأبي مروان العثمانِي، أكثر عنه ولده في صحيحه، ثمَّ إنِي لم أظفر لأبي عوانة بروايةٍ عن إسحاق بن أبي عمران، ولا ذكر الحكم لوالد أبي عوانة ترجمةً في تاريخه، فلهذا جوَّزت في البديهة أنهما واحد، وكلاهما من طبقة واحدة".
انظر: تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٨١ - ٢٩٠ /ص: ١٢٠)، وسير أعلام النبلاء للذهبيِ (١٣/ ٤٥٨)، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (٢/ ٢٥٨).
(٦) ابن إياس بن مقاتل السعدي، أبو الحسن، وحُجْر: بضم الحاء المهملة، وسكون الجيم. التقريب (٤٧٠٠).
(٧) ابن أبي كثير الأنصاري الزُّرقي مولاهم، أبو إسحاق المدنِي.
(٨) في (م): "معاشر".
(٩) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان نقصان الإيمان بنقصان الطاعات (١/ ٨٧ ح ١٣٢) من طريق يحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حُجر كلهم عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري به، ولم يبين من هو المقبري في روايته أهو سعيد؟ أم أبوه أبو سعيد؟ وقد روى عمرو عنهما، ورواية إسماعيل بن جعفر هنا: عن أبي سعيد المقبري.
قال الحافظ المزِّي في تحفة الأشراف (٩/ ٤٨٤): "قال أبو مسعود: هو أبو سعيد المقبري، وقال ابن الفلكي: رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري".
وعقَّب عليه الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (المطبوع بحاشية التحفة): "الرواية التي أشار إليها -أي ابن الفلكي- أخرجها أبو عوانة في صحيحه المستخرج على صحيح مسلم عن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس المذكور، وكذا أخرجها من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، وصرَّح بأنه سعيد المقبري، فبطل ما قال أبو مسعود، ثم وجدته في الإيمان لابن منده من طريق أيوب بن سافري عن أبي بكر بن أبي أويس كذلك". [وقع في المطبوع من "النكت": "مسافري" وهو خطأ].=
⦗١٣١⦘ = كذا قال الحافظ: "وصرَّح بأنه سعيد المقبري"، وفي نسخ أبي عوانة التي بين أيدينا: "عن أبي سعيد المقبري" كما قال الحافظ أبو مسعود، وكذا قال الحافظان أبو عليّ الجيانِي والدارقطنِي بأن رواية إسماعيل بن جعفر إنما فيها عن أبي سعيد المقبري، وخالفه سليمان بن بلال فقال: سعيد المقبري، عن أبي هريرة. انظر: شرح مسلم للنووي (٢/ ٦٩).
قال ابن الصلاح: "رواه أبو نعيم الأصبهانِي في كتابه المخرَّج على كتاب مسلم من وجوهٍ مرضية عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، هكذا مبينًا، لكن رويناه في مسند أبي عوانة المخرَّج على صحيح مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن أبي سعيد، ومن طريق سليمان بن بلال، عن سعيد كما سبق عن الدارقطنِي، فالاعتماد عليه إذًا، والله أعلم". صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح (ص: ٢٥٥).
وقد أخرجه النسائي في السنن الكبرى -كتاب عشرة النساء (٥/ ٤٠٠)، وابن خزيمة في صحيحه (٤/ ١٠٦)، وابن منده في الإيمان (٢/ ٦٨١)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٢٣) كلهم من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن أبي سعيد المقبري.
وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٣٧٣) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، كما نقل ابن الصلاح عن أبي نعيم روايته كذلك.
ولعل مرجع هذا الاختلاف إلى كون عمرو بن أبي عمرو سمع الحديث من سعيد، وكذلك سمعه من أبي سعيد، فكان يرويه مرة عن سعيد، ومرة عن أبي سعيد، أو يكون إسماعيل بن جعفر اضطرب فيه فلم يضبطه، وضبطه سليمان بن بلال، وقد رجَّح الدارقطنِي روايته فيما نقله ابن الصلاح عنه في صيانة صحيح مسلم (ص: ٢٥٥)، والله أعلم.
وأما قول الحافظ بأنه وجده في كتاب الإيمان لابن منده من طريق أبي بكر بن =
⦗١٣٢⦘ = أبي أويس كذلك -أي: عن سعيد المقبري-، فالذي رأيته في المطبوع من كتاب الإيمان لابن منده (٢/ ٦٨٣) عن المقبري مبهمًا، فالاعتماد إذًا على رواية أبي عوانة، وعلى قول الحفاظ أبي عليٍّ، وأبي مسعودٍ، والدارقطنِي، والله أعلم.
فائدة الاستخراج:
١ - لم يسق مسلم لفظ الحديث، بل أحال به على حديث ابن عمر، وسياق المصنِّف للفظ حديث أبي هريرة من فوائد الاستخراج.
٢ - وقع عند مسلم: "المقبري" مهملًا في طريق عمرو بن أبي عمرو، وبينه المصنِّف في روايته بأنه الأب وليس الابن وفيه فصل الخلاف السابق.