للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقاهرة. وحضر ولده بعد موته إلى دمشق، فأخذ ما خرج مع والده من المال الذي وجد بالمخبأة في منزله، ودفعه في المصادرة للسّلطان الملك الأشرف قايتباي. ووقعت أمور يطول ذكرها في هذا المختصر، رحمه الله تعالى.

وفي سابع عشريه، توجّه نايب الشّام أزبك، وتمر إلى القاهرة بسبب المرسوم المتقدم ذكره.

وفي تاسع عشريه دخل إلى دمشق، متسلم نايب الشام برد بك البشمقدار، هو ودواداره أبو بكر.

وفي هذا الشّهر، أفرج عن شرامرد (١) المؤيديّ من سجنه بقلعة دمشق. وكان قدم دمشق في أيام الظّاهر خشقدم، متولّيا دوادريّة السّلطان، ثم أضيف إليه تقدمة ألف، ثم نقل إلى الحجوبيّة الكبرى، ثم عزل، وولي الأتابكية بدمشق، ثم قبض عليه /وضربت الحوطة على موجوده، إلى أن أطلق الآن فأقام بدمشق بطّالا.

وفي هذا الشّهر أفرج عن جاني بك (٢) الظّاهريّ، من سجنه بقلعة دمشق أيضا.

وكان قدم في أواخر أيام أستاذه الظّاهر خشقدم، متولّيا نيابة القلعة بدمشق، وعمّر بابي القلعة: القبليّ والشّماليّ، والبرج الذي على باب (٣) الحديد ولم يكمله والمقصف الذي تحته. وظلم النّاس، واستخفّ بعظمة الله ﷿، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر. فقبض عليه وضربت الحوطة (٤) على موجوده وحصلت له بهدلة، وإهنة ثم أطلق، وأقام بدمشق بطالا.

وفي هذا الشّهر أيضا، وصل من القاهرة قاضي القضاة، علاء الدين بن قاضي عجلون الحنفيّ، مستمرا على وظيفة القضا، وأضيف إليه نظر الجوالي بدمشق. وكان ورد المرسوم بطلبه، ومنعه من الحكم. فلمّا وصل إلى القاهرة، وأرضاهم بما يسخط الله ﷿، استمروا به. وقدم بعده خصمه قاضي القضاة حسام الدين الحنفي، وكان توجه إلى القاهرة، بسبب السعي على وظيفة القضاء، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.


(١) شرامرد المؤيدي: كان حاجب الحجاب بدمشق. ابن إياس، بدائع الزهور ٢/ ٤٢٥.
(٢) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ٣/ ٥٣/٢.
(٣) باب الحديد: هو أحد أبواب قلعة دمشق من جهة الغرب وله جسر من الحديد فوق النهر. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٨٦.
(٤) الحوطة: هي الحجز والاحتياط على المال.

<<  <  ج: ص:  >  >>