للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السطح. ورمى بنفسه إلى بيت الأمير ابن منجك (١). ثم جاء نايب الشّام جاني بك قلقسيس ومعه الأمارة، والحجاب، وغيرهم. ونادى المشاعليّ (٢) في الجامع الأمويّ بالأمان بالناس. وأن لا يأخذوا من الطّرح (٣). فعند ذلك سكت النّاس وانصرفوا. والضّرب الذي وقع في النّاس كان من حفدته، وجماعته، وأعوانه.

وكان نهارا مهولا لم يسمع بمثله، إلا ما اتّفق.

من الغريب أيضا في العام الذي [فكر] (٤) وهو يوم الجمعة أيضا:

في ثامن عشرين جمادى الأولى سنة ثمانين وثمانمئة، أنّ النّاس أبطلوا صلاة الجمعة مرتين في الجامع الأمويّ. وسبب ذلك: أنّ والد شهاب الدين النّابلسيّ، برهان الدين إبراهيم بن ثابت/لمّا قدم دمشق وكيلا للمقام الشّريف فعند وصوله إلى البيت الذي أراد النزول فيه وهو بيت ابن البارزيّ، أمر بمسك قاضي القضاة المالكيّ السيد كمال الدين العباسيّ، ومسك أخيه ناظر الجيش السيد موفّق الدين، فهرب السيد كمال الدين إلى الجامع الأمويّ واحتمى به، وساعدته العامة، ورجموا النّابلسيّ برهان الدين، وحرقوا بابه. ولم يقدر النابلسي على الخلاص إلاّ من حمّام منصور، فهرب من بابه الصّغير إلى القلعة، واستمر في القلعة. ومسك قاضي القضاة قطب الدين الخيضريّ، الشّافعيّ، ووضعه في الترسيم (٥) عنده. فعند ذلك وقع الخوف في قلوب النّاس منه. فهم في صلاة الجمعة والخطيب يخطب، وشخص من الرّسل مرسّم على شخص فلاّح، فغافله وهرب منه فتبعه وجرى خلفه، فصرخ وصرخ الناس معه. فقال الناس: برهان الدين النابلسي أتى إلى الجامع المذكور، ليمسك الحاجب النجميّ، ويمسك القضاة، فتوهموا القضاة أنّ الأمر كذلك، فهربوا وكثر العياط، فبطّلوا الخطبة والصّلاة. وهربت الناس، وأقيم العياط، والصّراخ. فعند ذلك، حرّرت الحكاية فوجدت بسبب الرّسول، فضربه النّاس، إلى أن عاين الموت/، ثم أعيدت الخطبة، وصلّى النّاس الجمعة، وكان الخطيب أقضى القضاة محب الدين ابن قاضي عجلون. وكان نهارا مهولا. وأنا شاهدته وما وقع قبله. فكانت هذه الأمور


(١) ابن منجك: محمد بن إبراهيم بن منجك. أحد الأمراء المماليك بدمشق. السخاوي. الضوء اللامع ٦/ ٢٨١/٣.
(٢) المشاعلي: هو الذي يحمل المشاعل ليلا. والمشاعلية يسمون المنيرين أو الضوئية. معجم الألفاظ التاريخية ص ١٣٩.
(٣) من القمح المطروح على الناس وأصحاب المطاحن لشرائه.
(٤) هكذا في الأصل. والصواب: ذكر.
(٥) الترسيم: الحجز والتوقيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>