للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من فتح أبواب الشر عليهم، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وبالله سبحانه المستعان.

ربيع الأوّل، فيه استمر شهاب الدين النّابلسي في المصادرة والضّرب وهو في دمشق، ووالده في القاهرة، وكان والده مسك هناك عند مسك ولده في الشام، وصادروا الآخر وضربوه، وسلخوا رأسه، وأخذوا ما معه من الأموال، وخرج معه [من] نفايس وتحف وغيرها، على ما ذكر، ومات على ما سيأتي. وهم يبيعوا في تركته بحضوره. ويقال: إنّ تركته، وتركة ابنه جمعت ألف ألف دينار.

ربيع الآخر فيه، استمر هو ووالده، وجماعتهما في الحبس، إلى أن توفي شهاب الدين النابلسي، في رابع عشره، ودفن في باب الصغير، وخرج معه في جنازته خلق كثير، وحزن عليه الناس على ما حصل عليه من الضّرب، والعصر (١)، والإهانة.

وغالب الناس لم تصدّق بموته، وقالوا: يتغارش (٢) إلى أن يهرب من القبر، وكان قد ضرب نفسه بسكين، وهو في/البرج محبوس من شدة الخوف والألم، وتوفي والده بالقاهرة في هذا الشهر على ما ذكر. وحمل ودفن ولم يصلّ عليه أحد.

جمادى الأولى: فيه، حزن السّلطان على برهان الدين النابلسي (٣)، وعلى ولده حزنا عظيما، ولم يقدر على إظهار ذلك، لأن غالب المصريين، كرهوا النابلسي لأذاه وظلمه وتعاونه على الناس.

وفيه رحل السّلطان الملك الأشرف قايتباي المذكور من القاهرة متوجّها لكشف البلاد، وكان معه أقل من ستين نفرا، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

جمادى الآخرة: فيه استمر السّلطان ذاهبا، إلى أن وصل إلى الفرات ودار البلاد، وكشفها ورجع إلى قرب حلب، ولم يطل الإقامة.

رجب: فيه دخل إلى حلب على ما ذكر. وفيه دخل إلى حماة، وفيه دخل إلى حمص، وفيه حصل له توعّك في بدنه وحمّى.

شعبان: في تاسعه توفي قاضي القضاة:


(١) العصر: إحدى العقوبات الجسدية في الفترة المملوكية، وكان يوضع المعاقب بين دفتي مكبس من الخشب فيعصر حتى يعترف أو يموت، وكثيرا ما شملت هذه العقوبة الوزراء وكبار الموظفين، وأصحاب الأموال الكثيرة. معجم الألفاظ التاريخية. دهمان ص ١١٣.
(٢) يتغارش: يتظاهر بالموت ويبدي السكينة والهدوء.
(٣) برهان الدين النابلسي: هو إبراهيم بن ثابت النابلسي (برهان الدين) كان وكيل بيت المال في مصر ومات تحت العقوبة. ابن إياس، بدائع الزهور ٣/ ١١٠،١١٥. السخاوي. الضوء اللامع ١/ ١٠/١.

<<  <  ج: ص:  >  >>