للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• علاء الدين بن القاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي زين الدين عبد الرحمن ابن محمد بن محمد بن قاضي عجلون الزرعي (١) الأصل الدمشقي، الحنفي. ناب في القضاء بدمشق، ثم استقل به، وعزل وأعيد مرارا.

وكانت وفاته بمنزله بالقرب من باب جيرون، وصلّي عليه بالجامع الأمويّ ودفن بمقبرة الباب الصّغير.

في خامس عشره وصل السلطان إلى دمشق قبيل أذان الفجر راكبا في محفة، وكان حصل له توعك من بلاد حماة، واستمر في الشام متوعكا، إلى أن أشرف على العافية، فعند ذلك حكم، وعزل، وولاّ، وطلب ناظر الجيش السيد (٢) موفق الدين /وقطب الدين الحلبي المتجند. وكان قطب الدين المذكور قد اشترا (٣) شهاب الدين ابن النابلسي قبل ذلك، بحضرة القضاة الأربع، ونايب الشام بأربع مائة ألف دينار.

فقال له ابن النابلسي، وكان حاضرا في الحديد: يا قطب الدين أنت صبي، أعطي للسلطان سلف من ثمني نقده، عشرة آلاف دينار ثم تكلمه. فبلغ ذلك جميعه للسّلطان ومن كان على ابن النابلسي، ومن استعجل بموته فأضمره في نفسه، إلى أن وصل إلى دمشق. فعند ذلك طلب ناظر الجيش المذكور، وقطب الدين المذكور والمقر النجميّ وسيدي أحمد بن قاضي القضاة الخيضريّ، وشهاب الدين (٤) بن صبح البغداديّ وجماعة النابلسيّ.

وأظهر السّلطان غيظه على موت ابن النابلسيّ، وقال: أنتم قتلتم راجلي بغير إذني، ورسّم عليهم، وعلى السيد موفق الدين، وعلى المقر النجمي، وأمر بضرب بعضهم، فترامى عليه كاتب سر القاهرة ابن مزهر، وكشف رأسه، وباس يده، حتى أطلق الذي أمر بضربه، ثم أسيب (٥) الجماعة من الترسيم، وأخّر المقر النجمي، إلى بعد سفر السّلطان بأيام، يسيرة، فأرسل بالإفراج عنه.

رمضان، رحل السّلطان يوم الثلاثا، قبيل الظهر/العاشر منه. وكانت مدّة إقامته في دمشق، خمسة وعشرين يوما وكان يوم مطر وطين. وقدّمت له الأمراء،


(١) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ٥/ ١٦٨/٣.
(٢) موفق الدين العباسي الحموي: ناظر الجيش بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٥،٢٥.
(٣) أي اشترى ممتلكاته.
(٤) شهاب الدين أحمد بن صبح البغدادي: كان أحد الظّلمة للنّاس بدمشق، ومات بقلعتها سنة ٨٩٣ هـ. الضوء اللامع للسخاوي ١/ ٣١٦/١.
(٥) أسيب: أي ترك وأطلق سراحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>