للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنواب، والقضاة، وأرباب الوظايف، ما لا يعد ولا يحصى من الأقمشة والجمال، والبغال، والذهب، والفضة وغير ذلك، قبل خروجه من البلد بأيام.

وفي ثامنه، ولّى السلطان قاضي القضاة أبو البركات شرف الدين (١) موسى بن أحمد بن أحمد العجلوني الأصل، الدمشقي ابن عيد الحنفي، قضا قضاة الحنفيّة بدمشق بعد أن دخل السّلطان عليه وسأله في ذلك من غير شيء، ومشا على طريقة حسنة مكبّا على الاشتغال إلى أن مهر وناب في القضاء قبل ذلك بدمشق. وفيه [أي ثامنه] أعاد إلى نظر الجيوش السيّد موفق الدين. وفيه سافر قاضي القضاة قطب الدين الخيضريّ الشافعيّ، مع السّلطان إلى القاهرة. وكان قبل ذلك قد صار عنده من الخواص، وزوّجه بنت الخليفة، فلمّا قلب على ولده المقر النجمي، بسبب ابن النابلسي، كأنه لم يعرفه. ولما خرج المقر النجمي ولد قاضي القضاة قطب الدين الخيضري من القلعة، عاد إلى قراءة السيرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في الجامع الأموي، وقرأت «صحيح البخاري» في المقصورة بحضرته، وحضرة الشيخ العلاّمة، برهان الدين (٢) البقاعي، وغيرهم من القضاة، والطلبة، في سبعة أيام، وختمته بحضرتهم، وكان يوما عظيما. ثم أعرض عن ذلك ثم عزل في ثاني عشر رجب سنة أربع وثمانين، كما سيأتي، ثم ولي قضاء الديار المصرية مسؤولا في ذلك أيضا، فباشره على النمط المعهود منه إلى أن مات شهيدا بالهدم من الزلزلة الواقعة، وصلّي عليه بحضرة السلطان، ودفن في تربة السلطان كما سيأتي ذلك في سنة أربعة.

شوال: يوم الثلاثين من رمضان قبيل الظهر بساعة/جاء الخبر، أن أهل الضواحي (٣) عيّدوا. وجاء اثنان من قرية داريا (٤)، وشهدا أنهما رأيا هلال شوال،


(١) شرف الدين عبد الحنفي: هو موسى بن أحمد بن عيد الحنفي الدمشقي شرف الدين العجلوني الأصل كان قاضيا للحنفية بدمشق، توفي بسبب زلزال أصاب دمشق ومصر. ويعرف بابن عيد. ولد سنة ٨٣٠ هـ بدمشق ونشأ وتعلم بها حتى أجازه علماؤها وعمل في التدريس وناب في القضاء والإفتاء بالشام ومصر واستقر بصالحية القاهرة وتوفي سنة ٩٠٦ هـ. وكان حسن السيرة بين الناس. الضوء اللامع للسخاوي ١٠/ ١٧٩/٥. ابن إياس، بدائع الزهور ٣/ ١٥٨،١٧٧.
(٢) برهان الدين البقاعي. هو إبراهيم بن محمد بن موسى بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام القرشي العمري العدوي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف بالبقاعي. كان ورعا زاهدا عابدا. السخاوي، الضوء اللامع ١/ ١٦٨/١.
(٣) الضواحي: جمع ضاحية. وهي القرى المنتشرة في غوطة دمشق أو المحيطة بالمدينة.
(٤) قرية داريا: من قرى غوطة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية وتبعد عنها ١٥ كم. إعلام الورى ص ٨١،١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>