للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• إبراهيم (١) بن عصرون، مباشر الجامع الأموي، وكان من ظرفاء الناس، ودفن بمقبرة الصالحية بدمشق، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الأحد خامس عشره، طلب رجل من بعلبك (٢) إلى دمشق، يدّعي التّصوّف. نسب إليه ألفاظ كفر صريح، فوضع في حبس الدم بدمشق، ثم أحضره القاضي كاتب السر المقر النجمي الخيضري (٣)، وضربه بالسّياط، وأشهره، ووضع في حبس الدم إلى أن يعقد له عقد مجلس، ثم بعد ذلك حكم بإسلامه، ووقع بين القضاة بسببه، ثم أطلق من الحبس.

وفي يوم الثلاثا رابع عشرينه، ورد مرسوم السلطان بعمارة المنارة الغربية، المحترقة بالجامع الأموي، وترصيص بقية الجملونات بالجامع المذكور. كلّ ذلك من مال السلطان، نصره الله تعالى.

جمادى الأولى: وفي يوم الخميس ثالثه، توفي الأمير الكبير بدمشق شادي بك الجلباني. وكان يدّعي العلم، وكان قبل ذلك يعدّ من الجبابرة، ثم ليّن، ووقع له ما تقدم قبل تاريخه، وختم على حواصله وغيرها. ودفن بتربته بالمدرسة التي عمّرها عند القنوات (٤).

وفي هذا اليوم المبارك، وصل السيد إبراهيم نقيب الأشراف كان، إلى دمشق/ وتقدم الكلام على أمره. وكان من تتمة أمره، أنه سافر إلى القاهرة، ليشكو حاله للسلطان، فأرسله في الحديد، هو وابن عمه، إلى ملك الأمراء قجماس نايب دمشق. فلما قدم على النايب في حوران، رقّ عليه وأمر بشيل الحديد من عنقه، ووصل إلى بيته، وأمره النايب أن يعطي الأشراف حقوقهم، والله غالب على أمره.

وفي يوم الجمعة ثامن عشره، توفي الشيخ الفاضل المفنن، عين الموقعين بدمشق، زين الدين:

• عبد الرحمن (٥) بن زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأسدي، الشهير


(١) كان قاضيا، ومباشرا في الجامع الأموي بدمشق. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٥٤.
(٢) بعلبك: مدينة وقلعة في طرف البقاع الشمالي بلبنان. ياقوت الحموي. معجم البلدان ١/ ٤٥٣.
(٣) المقر النجمي الخيضري: هو نجم الدين الخيضري كاتب السر بدمشق. ابن طولون مفاكهة الخلان /١ ٣٣،٦٨.
(٤) القنوات: أحد أحياء دمشق القديمة. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٥٤ والنعيمي: الدارس /٢ ١٦٤،٢٢٥.
(٥) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>