للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي عشريه أرسل القاضي المالكي الطولقي، محضرا إلى السلطان، نصره الله تعالى، وفيه أنّه أثبت على الشيخ عبد النبي المغربي (١)، أنه اختلس من المغاربة مالا كثيرا. فلم يلتفت السلطان - نصره الله تعالى - إلى ثبوته، ولا عوّل عليه.

وفي سابع عشريه، توفي الشيخ:

• محمد بن لطيف الحموي، القصري، الشهير بابن عبد القادر، وكان مزّاحا، .

/جمادى الآخرة: وفي يوم الجمعة، مستهله توفي الأمير:

• أزدمر تمساح (٢). أمير المحمل والحاج المصري، وأثنى الناس عليه ثناء كثيرا في إمرته، رحمه الله تعالى.

وفي ثالثه وصل إلى دمشق، مرسوم السلطان على يد القاضي، كمال الدين ابن الخطيب الشافعي، بطلب مولانا قاضي القضاة، شهاب الدين بن الفرفور، الشافعي إلى القاهرة، وصحبته المباشرين بالمرستان النوري بدمشق، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وسبب ذلك كما تقدم، أنّ رجلا يدعى أحمد الحموي (٣)، كان شيخا للسوق (٤) الذي هو وقف المرستان النوري، فتأخر عليه من أجرة السوق مالا كثيرا، وكتب بذلك وثيقة وثبّتت على القاضي شهاب الدين الرملي الشافعي، بشهادة شهاب الدين (٥) الشارعي، المالكي، وعماد الدين الموقع، فحضر على المقام الشريف، وقال: أنا أثبت على القاضي الشافعي، أنّه فضل في كل سنة من مال المرستان، أربعة آلاف دينار، وأنّ الذي كتب عليّ ما له حقيقة. فرسم المقام الشريف، بطلب القاضي


(١) عبد النبي المغربي: كان شيخ المالكية بدمشق. ومات سنة ٩٢٣ هـ بدمشق وصلي عليه بالأموي. انظر: مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٣٦،٣١٣،٢/ ٦٨.
(٢) انظر: ابن إياس بدائع الزهور ٣/ ١٧٩،٢٠١،٢٣٠،٣٠٧. وهو ازدمر تمساح من يلباي الظاهري جقمق، أمير مقدم ألف كان يفتح السد بغياب الأتابك عن القاهرة.
(٣) أحمد الحموي: انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ٢/ ١٠٣.
(٤) سوق المرستان النوري: يقع بجانب المرستان النوري بدمشق وللسوق شيخ يدعى شيخ السوق. انظر مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ١١٣،١٦٣.
(٥) شهاب الدين الشارعي: أحمد بن محمد بن الشهاب الشارعي القاهري المالكي، كان أبوه وكيلا بباب ابن الديري فنشأ هذا وتدرب في التوقيع، وكان يكتب بالثلث ثم بالنسخ وكان حكم على تمراز المحبوس بالمرقب بالموت ثم جاء إلى دمشق وانضم لحاجبها يونس الأشرفي وراج بذلك: الضوء اللامع للسخاوي ٢/ ٢١٧/١.

<<  <  ج: ص:  >  >>