كتاب حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران

٩٠٠ هـ - ١٤٩٤ م عام تسعمائة - [عودة فلول الحاج الشامي إلى دمشق] - ج: 1 - ص: 269

الحرمين الشريفين، وأنزل ببركة (١) الرطلي، ثم مدّت له ضيافة بالميدان (٢)، وحضرت مماليك السلطان، ورموا النشاب على الخيول، وهم واقفون على السّروج، وأروه لعب الرّمح والنشاب، حتى اندهش.

/جمادى الأولى: وفي سابعه، عزل قاضي قضاة حلب، شمس الدين (٣) ابن دغيم الشافعي، وولي عوضه القاضي بدر الدين حسين (٤) بن الشحنة الشافعي.

وفي يوم الجمعة عاشره، خلع على الأمير تنبك الجمالي بإمرة المحمل، والحاج المصري، وخلع على الأمير كرتباي (٥) مشدّ الشراب (٦) خاناه، أمير الحاج الأول المصري.

وفي رابع عشره، حضر قاصد سلطان الشرق المتقدم ذكره بالميدان بالقاهرة، وحضر السلطان الملك الأشرف قايتباي، والأمرا، والرماة، ولعبت المماليك على الخيل بالرماح وغيرها، وأروا للقاصد فنونا غريبة، وأحرقت قلاعا من البارود، وهيئة مراكب وأفيلة، وكان نهارا لم يشهد مثله.

وفيه سافر إلى الصعيد (٧)، الأمير الدوادار الكبير أقبردي (٨)، ومعه خلايق وجنود كثيرة ويرق زائد على العادة.

---

(١) بركة الرطلي: موضع في القاهرة، وكانت تعرف قديما بأرض الطبالة. بدائع الزهور:١ - ١/ ٦٠،١ - ٢/ ٢٤٢.
(٢) الميدان: تحت القلعة بالقاهرة، بدأ الناصر محمد عمارته، وبنى عليه السور ثم أتم قانصوه الغوري العمارة. انظر: بدائع الزهور لابن إياس ١ - ١/ ٣٦٥،٤٤١،٤/ ٥٦.
(٣) شمس الدين بن دغيم الحلبي: هو محمد بن عثمان. السخاوي. الضوء اللامع ١١/ ٢٤٦/٦.
(٤) بدر الدين حسين ابن الشحنة: هو حسين بن محمد بن محمد بن الشحنة قاضي القضاة الشافعي ولد سنة ٨٥٨ هـ وتعلم بالشام ومصر وحلب وولي قضاء حلب وكتابة السر ومات سنة ٩١٠ هـ. الكواكب السائرة ١/ ١٨٤. السخاوي. الضوء اللامع ٣/ ١٥٨/٢.
(٥) كرتباي: كرتباي من تمرباي ابن أخت الأشرف قايتباي. تولى وظيفة معلم الدّلالين وشاد الشراب خاناه، أمير مقدم ألف بمصر، أمير الحاج بركب المحمل. بدائع الزهور ٣/ ٢٤٩،٢٧٦،٢٨٨، ٣٠٧.
(٦) مشد الشراب خاناه: هو المفتش المسؤول عن بيت الشراب السلطاني وفيه شتى أنواع الأشربة التي يحتاجها السلطان فضلا عن الأواني النفيسة. معجم الألفاظ التاريخية. دهمان. ص ٩٧.
(٧) الصعيد: صعيد مصر أو الوجه القبلي وتمتد بلاد الصعيد من الجيزة إلى بلاد النوبة. انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ١ - ١/ ٢٢،١٢١،١ - ٢/ ٢٤٠.
(٨) أقبردي: هو الدوادار الكبير بمصر. عزل عن عمله وهرب إلى الشام وأشعل الفتنة ضد السلطان. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٩٤،١٦٦.