للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحاجب، رحمه الله تعالى. وكان قرقماس المذكور أمير كبير بحلب، فنقل منها إلى دمشق، وفقه الله تعالى.

ربيع الآخرة: وفي يوم الثلاثا تاسعه، حضر السلطان الملك الأشرف قايتباي نصره الله للسلام على المقر الأشرف الأتابكي أزبك، إلى بيته باليزبكية. وحضر في خدمته الأمرا، والخاصكية بناموس (١) السلطنة، وكان نهارا مشهودا. يهنونه بالعافية، وفرح الناس بها.

وفي يوم الأربعا عاشره، حضر يوسف الحموي (٢) الشامي بالقاهرة، ورافع جماعة من الشام بكلام كذب، فأرسل إلى أمير كبير نصره الله، فأمر بوضعه في المرستان (٣) في الحديد، وهو فيه الآن.

وفي يوم الاثنين خامس عشره، طلع أمير كبير إلى القلعة، فخلع السلطان عليه خلعة عظيمة، ونزل في خدمته الأمرا، وأركان الدولة/وكان له نهار مشهود.

وفي يوم الأربعا بالقاهرة، وهو رابع عشريه، تشاجر عماد الدين بن عتور الشامي، وجمال الدين يوسف بن الموقع الشامي، لعداوة بينهما، فرافع ابن الموقع لابن عتور بين يدي المقر الأشرف الأتابكي. فأمر أمير كبير أزبك نصره الله، بوضع ابن الموقع في المرستان، في الحديد مع المجانين، كما فعل في المرافع (٤) الذي قبله، وقال: كل مرافع يأتي إلى هذه البلاد أفعل فيه هكذا، نصره الله تعالى.

وفي يوم الخميس خامس عشريه، حضر قاصد سلطان الشرق، على مولانا السلطان الملك الأشرف قايتباي بالقاهرة، وصفّت له مماليك السلطان، من الرميلة (٥) إلى باب الحوش (٦) الذي بالقلعة، ووضع على كلّ باب جماعة من المقريين (٧)، وجماعة من المنشدين، وطلع في موكب عظيم. وقد شاهدته في القلعة، وكان يوما مشهودا. وأحضر معه هدايا وتحف. وأرسل يقول: أنا مملوك سلطان


(١) ناموس السلطنة: قوانين وتقاليد السلطنة.
(٢) يوسف الحموي الشامي: جمال الدين الحموي. السخاوي. الضوء اللامع ١٠/ ٣٢٢/٥.
(٣) المرستان: مشفى المجانين.
(٤) المرافع: هو الذي يرفع الشكوى مباشرة إلى الأمير الكبير أو السلطان أو غيرهما.
(٥) الرميلة: موضع تحت قلعة الجبل بالقاهرة. بدائع الزهور لابن إياس ١ - ٢/ ٥٠٤.
(٦) باب الحوش: هو أحد أبواب قلعة الجبل بالقاهرة. بدائع الزهور ٤/ ٤٤٠،٥/ ١١.
(٧) المقرّيين: القرّاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>