للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للخلق في هذه الأيام من الرعب، والخوف ما لا يوصف، وكانت فتنة عظيمة، ولكنّ الله سلّم.

وفي يوم الجمعة ثالث شوال، خطب الشيخ العلاّمة سراج الدين بن الصيرفي بالجامع الأموي، وهو في أثناء الخطبة الثانية فحصل له قولنج منعه من تكملة الخطبة، فاستمر مغمى عليه على المنبر، وصلّى عوضه الشيخ شهاب الدين بن أم الحسن، ثم بعد الصلاة أنزلوه من المنبر وحملوه إلى بيته (١).

وفي سابعه حضر الأمير قانصوه خمسمائة على السلطان وخلع عليه متمر وركب معه الأمرا ورسم بعمارة ما هدم من بيوته. وبالله المستعان.

ثم بعد ذلك تحركت الجلبان (٢) من المماليك السلطانية، وأشاعوا أنهم يريدوا قتل الأمرا القرانصة (٣)، ومنهم المقر الأشرف أمير كبير، فرهج (٤) الناس بذلك، وانتقل أهل اليزبكية منها، وحصّنوا أماكنهم، ولم يخرج أمير كبير لصلاة الجمعة في القلعة، فبلغ السلطان ذلك، فأرسل لأمير كبير، فحضر يوم الأحد ثاني عشره فخلع عليه واعتذر له.

وفي سادس عشره، توفي الأمير قطب الدين:

• علي الحلبي بدمشق.

/وفي عشرينه خرج الحاج من القاهرة، وممن سافر معه من الرؤساء: المقرّ الأشرف البدري (٥)، كاتب الأسرار الشريفة، وزوجته وإخوته، وقاضي حلب سيدي محمود بن (٦) أجا الحنفي، والشيخ نور الدين المحلي، والشيخ شهاب الدين (٧) بن المحوجب، والسيد العلاّمة كمال الدين بن السيد حمزة (٨).


(١) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ١٦٥.
(٢) الجلبان: وهم المماليك الذين جلبوا حديثا للديار المصرية. معجم الألفاظ التاريخية. دهمان ص ٥٣.
(٣) الأمراء القرانصة: وهم أمراء المماليك القدامى معجم الألفاظ التاريخية. دهمان ص ١٢٣.
(٤) رهج الناس: تحدثوا وأشاعوا.
(٥) المقر الأشرف البدري: أبو بكر بن مزهر (بدر الدين) كاتب السر بمصر. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٤٨،٣٨١. السخاوي. الضوء اللامع ١١/ ٨٨/٦.
(٦) محمود بن أجأ: قاضي حلب الحنفي (محب الدين). السخاوي. الضوء اللامع ١٠/ ١٤٧/٥. الغزي. الكواكب السائرة ١/ ٣٠٣.
(٧) شهاب الدين بن المحوجب. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣١٣.
(٨) كمال الدين بن السيد حمزة: ابن أخت تقي الدين ابن قاضي عجلون، تولى وظيفة مفتي دار العدل، وكذلك شيخ البلد. الغزي الكواكب السائرة ١/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>