للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقاتل أهل البلد قتالا شديدا، وأحرق حارة الكبارتة (١)، وبعض الشاغور (٢)، وقاتله أهل الشاغور، وكسروا عسكره مرات، وقطعوا رؤوس مماليكه، وصار كل يوم في نقص، وفتح حواصل القمح التي بالقبيبات، وأبيع الكيل القمح بعشره دراهم عنده، وزرع أرض القبيبات، ومسجد القدم (٣)، وتلك النواحي شعيرا وقمحا، وعمل سلالم وجاء بها إلى ناحية باب شرقي، فرموهم عليهم وقتلوا الأبغال (٤)، الذين كانوا عليهم، وقتلوا من معهم فولّوا هاربين، ونادوا عليه من الأسوار، بالسّب، والشّتم، والإساءة، وقد أخذلهم الله، ونصر العسكر الشامي عليهم، وهم يكابرون.

وكان قد أخذ أهونة (٥) أهل ميدان الحصا (٦)، وأراد/عمله مكحلة (٧) فعجّزه الله تعالى.

وجاؤوا إلى القرب من تربة سيدي الشيخ رسلان (٨) ، فانقطعت أوتار قسيّهم (٩)، وولّوا هاربين، وجميع الأسواق داخل البلد خلت من السكان، سوق جقمق (١٠)،


(١) حارة الكبارتة: وهي ملاصقة لحيّ الشاغور بدمشق.
(٢) الشاغور: أحد أحياء دمشق القديمة من جهة القبلة. انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ١٩٦. وإعلام الورى ص ٢٩٣. وحوادث دمشق اليومية ١٥٩،١٥٧،٢٠٠.
(٣) مسجد القدم: أنشئ مسجد القدم بقرب قرية القدم في مكان يدعى الكثيب الأحمر، ادعى البعض أن به قبر موسى . إعلام الورى ص ٨٦.
(٤) الأبغال: البغال.
(٥) أهونة: جمع هاون وهو مصنوع من النحاس يشبه الجرن، وله مدقة نحاسية، يستعمل للأغراض المنزلية، جمع أقبردي هذه الأهونة ليصنع منها مكاحل، وتطلق على ما يسمى في عصرنا الحاضر مدافع، وتحشى بالقنابل، وترمى على العدو. إعلام الورى ص ١٣٧.
(٦) ميدان الحصى: وهو حيّ الميدان التحتاني حول جامع باب المصلى، ويبتدئ من مسجد مصلى العيدين (باب مصلى) ثم يمتد للجهة القبلية، وكان الميدان الفوقاني يسمى القبيبات وهو يشمل الحي، الذي فيه جامع الدقاق. إعلام الورى لابن طولون ص ١٠٥،٢٨٧.
(٧) مكحلة: جمعها مكاحل وتطلق على ما يسمى اليوم بالمدفع والقنبلة التي توضع بالمدفع فتنطلق وتنفجر، كانت تسمى المدفع، وسميت مكحلة لأنها تشبهها. إعلام الورى لابن طولون ص ١٣٧.
(٨) تربة الشيخ رسلان: تقع خارج السور شرقي باب توما، وفيها ثلاثة قبور: قبره، وقبر مؤدبه أبي عامر، وخادمه.
(٩) قسيّ: جمع قوس، وهو آلة ترمى بها السهام.
(١٠) سوق جقمق: بناه جقمق الدويدار الذي ناب بالشام للملك المؤيد. بنى السوق المعروف بجقمق، وأوقفه على المدرسة التي بناها قرب الجامع الأموي، ويقع قرب باب الجابية. شذرات الذهب ص ١٦٤، لابن العماد.

<<  <  ج: ص:  >  >>