للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطواقين (١)، والقطانين (٢)، والعبي (٣) وغيرها، وصارت اصطبلات وبوايك (٤) للخيل والدواب، ولم يبق للناس سوق، سوى سوق السلطان (٥)، والعمارة، وسوق ميدان (٦) الحصى، وقد خرّب الميدان للحصى، والشاغور، وأرض باب المصلى (٧) إلى قصر حجاج (٨)، إلى القنوات ولم يبق فيها أحد. وانحصرت الناس داخل البلد، وأحرقوا مدرسة الصابونية (٩)، والمزلقية (١٠) والمكتب وجامع جراح وتلك الناحية، وبنوا عند الصابونية بابا عظيما، سمي باب النصر، وبابا عند القراونة، سمي باب الملك. ونقضوا سلّم مأذنتها، وانهدم غالب تلك المحلة، وأصبحت دمشق يبكى عليها وعلى أهلها. وهدموا قبور باب الصغير (١١)، وصارت دكّا لا يعرف منها قبر من قبر، ولم يقع مثل ذلك، إلا في أيام تمر لنك، فإنها كانت في ربيع سنة ثلاث وثمانمئة، وهذه في ربيع عام ثلاث وتسعمئة، فبين وقعة تمرلنك، ووقعة أقبردي، ماية عام، وكان من جملة المقاتلين معه على أهل البلد، أهل ميدان الحصى، وأهل القبيبات، وابن القواس (١٢) وخلايق، فأخذلهم الله بأجمعهم.


(١) الطواقين: يقع هذا السوق خلف سوق البزوريين من جهة الغرب. نزهة الرفاق ص ٢٣.
(٢) القطانين: توجد محلة القطانيين داخل باب الجابية تحت سوق جقمق، وفيها السوق المعروف بسوق القطانيين. حارات دمشق ص ٣٤.
(٣) العبي: كان هذا السوق تحت قلعة دمشق ويباع فيه الفرا والعبي وبقربه تمتد أسواق كثيرة حتى تصل إلى سوق صاروجا. إعلام الورى ص ١٠٦.
(٤) إصطبلات وبوايك: الإصطبلات هي مرابط الخيول وأماكن إقامتها، والبوايك هي حواصل الأعلاف والحبوب.
(٥) سوق السلطان: تحت قلعة دمشق بجانب سوق الخيل، وتعرض فيه الخيول والأسلحة والأشياء الفاخرة. إعلام الورى ص ١٠٦.
(٦) سوق ميدان الحصى: يلي أرض باب المصلى سوق حيّ ميدان الحصى.
(٧) أرض باب المصلى: هي المنطقة الواقعة بين مصلى العيدين والميدان الفوقاني.
(٨) قصر حجاج: يقع بجانب حارة الجورة جنوب التربة اليحياوية، الواقعة في القماحين. ابن طولون: إعلام الورى ص ١٠١.
(٩) مدرسة الصابونية: بنيت على صف مقبرة باب الصغير ولها جبهة حسنة كتب على بابها (قبر ذا النون المصري) في أول طريق الميدان وبجانبها جامع. إعلام الورى ص ٢١٥،٢١٦.
(١٠) المزلقية: تقع في محلة مسجد الذبان تجاه التربة المزلقية غربي مقبرة باب الصغير، وهي اليوم مخفر الشيخ حسن. إعلام الورى ص ٧٠.
(١١) قبور باب الصغير: هو أحد أبواب دمشق ويسمى الآن باب الشاغور، وعلى مقربة منه أكبر مقبرة في دمشق وأعظمها، وتدعى مقبرة باب الصغير، ويسميها أهل دمشق مقبرة باب الصغير. إعلام الورى ص ٦١.
(١٢) ابن القواس: هو الأمير المقدم يونس ابن القواس مقدّم وادي العجم، وكان من أتباع أقبردي في فتنته -

<<  <  ج: ص:  >  >>