كتاب حوادث الزمان ووفيات الشيوخ والأقران

٩٠٣ هـ - ١٤٩٧ م دخلت سنة ثلاث وتسعمئة - «هزيمة الأمير الدوادار من دمشق» - ج: 2 - ص: 316

/وفي كلّ يوم يقتل العسكر الشامي منهم ما شاء الله، حتى عافت الكلاب، والقطاط لحومهم وجيفهم، وتسحّب عنه الناس، وهو مصرّ على القتال، والسيد ابن عجلان، والقاضي محمود ابن قاضي أذرعات (١)، راكبين بالزرديات، والشكامي (٢) معه، ومماليك السيد إبراهيم نقيب الأشراف (٣)، راكبين بآلة الحرب كاملة، ولما توجه هاربا، أخذ معه السيد عبد الرحيم ابن السيد موفق الدين (٤)، كاتب السر (٥) ليجعله خليفة، لأنه عباسي ويبايعه على السلطنة، وقد هدم نايب القلعة، سوق الهوى (٦)، والسروجيين (٧)، والأخصاصيين (٨)، وأحرق جسر الزلابية (٩)، وسوق البيمارستان (١٠). وقطع أقبردي عن المدينة نهر القنوات. وبانياس (١١)، فأرسل الله المطر العظيم، واستمرّ خمسة عشر ليلا ونهارا، وفتح البير الذي بصحن الجامع الأموي تجاه المشهد، وآخر داخل الحرم، وأوقده على مكحلة سبعة أيام فلم تذب،

---

= واستولى على قلعة الصبيبة ليعزز دوره ويقطع نفوذ نائب دمشق في حوران والجولان، واتخذ من شقحب مقرّا له، ولكنه قتل سنة ٩٢٤ هـ. إعلام الورى ص ١٥٩،١٧١،١٩٠،٢٤٢.
(١) القاضي محمود ابن قاضي أذرعات. ابن طولون إعلام الورى ص ١٥٤. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ١٨٥،١٩٧.
(٢) الشكامي: هي لجم الخيل مفردها شكيمة.
(٣) السيد إبراهيم نقيب الأشراف بدمشق كان من المتعاونين مع أقبردي أثناء محاصرة دمشق، لذلك قبض عليه نائب دمشق قانصوه البرج بعد زوال الفتنة وسجنه وضربه وصادره ونهب بيته. إعلام الورى لابن طولون ص ١٦٥.
(٤) عبد الرحيم ابن السيد موفق الدين: انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٩٢،١٢٤،١٨٢.
(٥) كاتب السر: موظف يقرأ الكتب الواردة على السلطان والإجابة عليها، ويجلس بدار العدل لتلقي الطلبات والتوقيع عليها، ويتحدث في أمور البريد ويشارك الدوادار في الأمور السلطانية. معجم الألفاظ التاريخية ص ١٢٧.
(٦) سوق الهوى: هو سوق الهواء بدمشق. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ١٥٠.
(٧) السروجيين: يقع غرب قلعة دمشق ولا يزال إلى اليوم تباع فيه سروج الخيل. نزهة الرفاق: لابن المبرد ص ١٨.
(٨) الأخصاصيين: يقع خارج دار السعادة من جهة الغرب، وتصنع به الأخصاص والأقفاص ونحوها. نزهة الرفاق ص ٢٤.
(٩) جسر الزلابية: يقع فوق النهر إلى جانب قلعة دمشق. ابن طولون مفاكهة الخلان ١/ ١٢٣.
(١٠) سوق البيمارستان: يقع أمام بيمارستان نور الدين الشهيد بجانب زقاق المارستان، وأعيد بناؤه بعد ما دمّر تيمور لنك دمشق سنة ٨٠٣ هـ. إعلام الورى ص ٥٧.
(١١) نهر بانياس أحد فروع نهر بردى في دمشق. انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٥٧،١٨٠،٣٢١ وإعلام الورى ص ٨١.