للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيضا، بأنّه عمل قبل ذلك، لنايب الشام كرتباي، وأنّه كان السبب في قتله، فوضع في الحديد.

ثم في رابع عشريه، توفي الأمير الكبير أزبك، وختموا على حواصله، واحتفظوا على ولديه، وحصل بينهما مرافعة. وصلّى عليه السلطان، والقضاة والأمراء بسبيل المؤمني، ودفن في تربة قاني باي الجركسي (١) بالرّميلة، رحمه الله تعالى.

وفي رابع عشرينه أيضا، توفي الأمير الأجلّ:

• أزبك اليوسفي الخازندار، الذي كان رأس نوبة النّوب، وأمير مجلس، ودفن بتربتة لصيق مدرسته، الكاينة لصيق الصليبة (٢)، ظاهر القاهرة، رحمه الله تعالى.

وفي رابع عشريه أيضا، توفي الأمير:

• خشكلدي الخازندار الحاجب الثالث، واتفق من/الغرايب أنّ الثلاثة المتقدم ذكرهم، ظاهريّة، وماتوا في يوم واحد، وأنّ كلاّ منهم جاوز الثمانين سنة.

شوال: مستهله الأحد، فيه طلع السادة القضاة، للتهنئة بالقلعة، خلا الشيخ زكريا الشافعي، فإنه لم يطلع، ولم يخطب للعيد، لأنه كان ضعيفا، وخطب نقيبه الشيخ شمس الدين الغزي (٣).

وفي ثانيه وقع مقتلة عظيمة، بين عرب (٤) عزالي، وبين عسكر مصر، وقتل من الفريقين، وتجرّح طرباي الدوادار الثاني، ونهب العرب وطاق الأمراء. وانكسر عسكر مصر، ورجعوا إلى القاهرة، وجمعوا جمعا عظيما، وعادوا فوجدوا العرب هربوا إلى جبال الطور (٥).


(١) تربة قاني باي الجركسي: النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٦/ ٣٤٨.
(٢) الصّليبة: هو شارع الصليبة الطويل وبدايته المنشية ونهايته أول شارع جدرة الحناء بالقاهرة، وبه من جهة اليسار عطف وحارات ودروب ومثلها من اليمين، وينسب لأحمد بن طولون. النجوم الزاهرة، ١٦/ ١١٠. والخطط التوفيقية ٢/ ٣١٢.
(٣) شمس الدين الغزي: كان خطيب بجامع السلطان بالقاهرة توفي سنة ٩١٨. بدائع الزهور ٤/ ٢٥٣.
(٤) عرب عزالي: قبيلة عربية بدوية كانت تسكن المنوفية وشيخها الجويلي. كانت في صراع دائم مع السلطة المملوكية. انظر ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤١٤.
(٥) جبال الطور: ليس المقصود هنا طور سيناء، ولكن حملة المماليك كانت ضد عشائر البدو المصريين من عرب عزالي. ومن غير المقبول أنهم هربوا إلى جبل الطور البعيد، والمقبول أن يكونوا توجهوا إلى جبل الطير بصعيد مصر قرب أنصنا شرقي النيل. معجم البلدان، ياقوت الحموي ٢/ ١٠٢ و ٤/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>