للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين ابن مزهر من العرقانة، هو ومن كان بها ونادا بالأمان والاطمئنان.

وكانت مدة ولاية الأشرف جان بلاط ستة أشهر ونصف، إلى حين جلوس العادل على تخت ملكه، وكانت مدة القاضي الشافعي ابن النقيب، أربعة أشهر إلا يومين.

/ومما هجي به ابن النقيب المذكور، تاب الله عليه، قال:

هنيّا لأهل الشّرع فالله عزّهم … بقول وضيع جاهل وأذلّه

هو ابن نقيب في الأنام وسفلة … وطرف من الأطراف يشبه أصله

بخيل شحيح فاجر متهافت … لئيم خبيث النّفس يطرح شرّه

يموت على فلس ويفنى لحبّه … وليس له في الخلق شخص يحبه

يدور على الأسواق يطرق أهلها … وإن وجد الحافي فيأخذ نعله

وحرفته كذب ونصب وغيبة … وبيع لخبز دايما ما يمله

وهمّته جمع لدّنيا يضمّها على … أيّ وجه كان لم يخف ظلمه

فطيلان حاشاه يكون كمثله … ولا متولّي الحرب يفعل فعله

وما هي إلا غلطة من زماننا … ونازلة عمّت وغمّت فكم له

فلله ربّي الحمد في كشف كربة … عن النّاس طرّا حيث شتّت شمله

وأسأل ربّ العرش ينصر شرعه … ويحميه من جهّال قوم تذله

ويقصم من يبغي ويهدم عزّه … قضى الله أنّ البغي يهلك أهله

وفي يوم الأحد تاسع عشره، رسم بالزينة للسلطان، سبعة أيام، وأعيد القاضي بدر الدين بن مزهر، الذي كان كاتب السر للترسيم.

/وفي يوم الاثنين عشرينه، خلع السلطان الملك العادل طومان باي على الأمراء، وعلى أمير كبير قصروه، وعلى أمير سلاح قيت الرّجبي، وعلى أمير مجلس قانصوه البرج، وعلى قانباي الرمّاح، أمير آخور كبير، وعلى الأمير سيباي رأس نوبة النّوب، وعلى الأمير برد بك (١) نايب طرابلس، وعلى قرقماس المقري (٢)، المحتسب بالقاهرة، وعلى خشكلدي البيسقي مقدّم ألف، وعلى الأمير اصطمر حاجب الحجاب بها، وعلى بقية المقدّمين على عادتهم.

وفي يوم الثلاثا حادي عشريه، ولّي قاضي القضاة، سري الدين عبد البر ابن


(١) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢٣٣.
(٢) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>