للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه رسّم على شمس الدين بن يوسف، ناظر الأوقاف بالقاهرة، لأنه ظلم الخلق، وزاد المظالم، قابله الله بعدله.

وفي رابعه غلّقت أسواق القاهرة جميعها، بواسطة الفلوس، فإنهم جعلوا كل جديد بدرهم نقرة، وكتبوا على ذلك، اسم السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، ورتّبوا على دار الضرب مظالم. فصاروا يأخذون العتق (١)، ويخلطونها بالجدد، فحصل للناس غاية الضرر من ذلك.

وفي ثامنه وقعت حادثة غريبة، وهو أنّ مملوكين تضاربا في القاهرة، وحملا السلاح، وضرب كل منهما الآخر، فخاف بعض الأعوام من ذلك، وهرب، فهرب معه بعض الناس. فقالت الأعوام: ضرب في الناس بالسيف، فقفلت أسواق القاهرة، وهرب الناس، ثم تبيّن أن لا شيء من ذلك.

وفي عاشره، ولي الأمير قانصوه (٢) ابن سلطان جركس، كاشف الشرقية، كاشف الدم (٣) والتراب، مضافا ذلك لما بيده من التقدمة بالقاهرة، وخلع عليه، وركب معه الأمراء كلّهم.

وفي ثالث عشره، عرض السلطان جميع أرباب الجوامك، المرتبة على البساط/ وقطع منهم خلائق كثيرة.

وفي رابع عشره، ولي الأمير تنبك الخازندار الحسبة بالقاهرة. ولبس الحاج وفا نقيب الحسبة، وضمنها كلّ شهر بألفي دينار، تؤخذ من السّوقة مشاهرة، وتضاف للذخيرة، وأضيف للذخيرة أيضا، معلوم شاد الشراب خاناه، ومعلوم نظر الأوقاف، وما ترتب على دار الضرب، بسبب الفلوس.

وفي ثالث عشريه، توفي القاضي سالم الأتابكي، اليزبكي (٤)، يرحمه الله تعالى.


(١) العملة القديمة.
(٢) قانصوه ابن سلطان جركس المعروف بابن اللوقا، حاجب الحجاب بدمشق، ثم تسلم نيابة صفد وسجن بالإسكندرية سنة ٩١٠ هـ مع أتابك العساكر بمصر قيت الرجبي. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان /١ ٢٨٦. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢٥.
(٣) كاشف الدم والتراب: «كاشف التراب هو الذي يشرف على أحوال الأراضي والجسور، وكانوا بمصر خمسة، ثلاثة منهم بالوجه القبلي، واثنان بالوجه البحري، وكان الكاشف عادة من أمراء الطبلخاناه. وكاشف الدم هو الذي يتدخل في المنازعات وما يترتب عليها من قتل ودماء. صبح الأعشى ٤/ ٢٥،٦٥.
(٤) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>