للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي ثامن عشريه، وصل الخبر إلى القاهرة، أنّه حدث في دمشق حادثة عظيمة سببها، أنّه لما وصل الخاصكي إلى دمشق في ثاني عشري رجب سنة تاريخه، وعلى يده مراسيم، بسبب الوقعة المتقدم ذكرها، التي وقعت بين نايب الشام قانصوه المحمدي، وبين الأعوام، وأن يؤخذ من أهل الشام، مائة ألف (١) دينار وقرئت المراسيم بالقلعة، فعند ذلك أخلا غالب أهل البلد، وقفلت الأسواق، وصاروا في أمر مريج، ووقع الكلام بسبب أخذ المال، فلم يوافقوا على شيء من ذلك، وتنزّلوا معهم إلى عشرين ألف دينار، فوافق الأكابر على ذلك، خوفا على أنفسهم، وفرضوها على الحارات ثمانية آلاف دينار، وعلى داخل المدينة ثمانية وعلى أهل الذمة أربعة. ولم توافق العامة على أي شيء من ذلك، وهم مصممون على عدم وزن الفقراء لشيء من ذلك، وما طلع من يدهم ذلك. وبالله المستعان.

/رمضان: مستهله الخميس، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان المجلس طويلا، بسبب عرض الأغنام وغيرها، وكان ذلك بالحوش، والعادة أن يكون ذلك في الميدان.

وفي سابع رمضان، توفي الشيخ العالم العلاّمة، القاضي:

• شهاب الدين ابن الشيخ حجي الحسباني (٢) بدمشق.

وفي ثاني عشره توفي القاضي:

• تقي الدين أبي بكر بن الكتّاني قاضي بعلبك الحنفي، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الاثنين المسفر صباحها عن ثاني عشره، كانت وقعة الأمير مسرباي (٣)


(١) وصل من مصر خاصكي يدعي سيباي دوادار سكين إلى دمشق، لطرح مال على أهل دمشق وذلك في شهر رجب من سنة ٩٠٧ هـ. وفي ١٣ من الشهر نفسه قرئ المرسوم الذي أتى على يد الخاصكي المذكور، فإذا فيه رمية على أهل دمشق ظلما نحو مائة ألف دينار فنفر الناس من ذلك وتمنعوا عن الطاعة، فأنقص الخاصكي المبلغ حتى ثلاثين ألف دينار فأخلى الناس منازلهم وعزّلت حوانيت دمشق وغلّقت الأسواق، فأنقص المبلغ إلى عشرين ألف دينار على جميع دمشق وحاراتها وأهل الذمة. وابتدأ النائب بجباية المال من الحارات. مفاكهة الخلان لابن طولون ١/ ٢٥٤.
(٢) انظر: الغزي. الكواكب السائرة ١/ ١٣٣.
(٣) كان مسرباي دوادارا للسلطان سنة ٩٠٧ هـ، فغضب عليه السلطان وسجنه بالإسكندرية، ولكنه هرب واختفى بالقاهرة والتفّ حوله أتباع وأصحاب أهواء، وأظهروا له أنهم يوافقونه على السلطنة، وكان ذلك بالاتفاق سرّا مع السلطان، فظهر بالأزبكية وأظهر الصنجق، فهاجمه مماليك السلطان، وبعد معركة قتل معه جماعة من المماليك، وأصيب هو ومات. تفاصيل الخبر في مفاكهة الخلان لابن طولون.١/ ٢٤٩، ٢٥٥. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>