للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدوادار الكبير بالقاهرة، وملخصها أنّه قبل تاريخه، غضب عليه السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، وحبسه في برج سكندرية، فهرب منه بالحيلة، واختفى مدة طويلة، وكبسوا بيوتا كثيرة بسببه، واختفى معه جماعة منهم جاني بك الشامي، وخير بك اللاّمي، مدة طويلة. فلما طال عليهم الأمر، تواعدوا مع جمع من العسكر، وركب مسرباي في الليلة المذكورة قبل العشاء، ومعه نحو الثلاثين نفر، وتلاقوا هم، والأمراء الذين أفطروا في القلعة، فتقاتلوا وجرح منهم جماعة. ثم توجه مسرباي هو، ومن معه إلى اليزبكية ليلا، ودقوا حربي، إلى الصباح، فلم يحضر إليهم أحد ممن اتفق معهم. ثم في أول النهار، نزل إليه عسكر السلطان من القلعة، ورأسهم الأمير علاّن الوالي، فتواقعوا هم، ومسرباي، وهرب/من معه فكثروا عليه، فوقع عن فرسه فطعنوه، ومسكوه، وركّبوه على بغل إلى القلعة فتوفي في الطريق، ونودي عليه:

هذا جزاء من يعصى على الملوك، ويخامر في شهر رمضان. ونودي للعساكر، بأنهم يقلعوا لبوسهم وبالأمان.

وفي رابع عشره، توفي الشيخ العلاّمة، أقضى القضاة:

• شهاب الدين الطرابلسي (١) المالكي بدمشق.

وفي سابع عشره، توفي الشيخ زين الدين:

• عمر بن العلاف الشافعي (٢).

ثم في سابع عشره، عرض العساكر بحضرة جميع الأمراء، وقبض مائة وعلى خمسة وثمانين نفرا أمراء، وخاصكيّة، ومماليك، وأمر بتخشيبهم، ووضعهم في الحديد في العرقانة ثم نفاهم. وسبب ذلك، أنهم نسبوا لمساعدة مسرباي المتقدم ذكره، لأنهم كلهم مماليك أقبردي، الدوادار الكبير كان. وتفصيل أمرهم يطول.

وفيه وصل الخبر إلى القاهرة بأنّ:

• هزّاعا سلطان مكة، توفي في سابع عشر رجب، سنة تاريخه، وأن أخاه محمد ابن بركات، يتحارب هو، وأخوه (٣) جازان وهم في شرّ كبير.


(١) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٧،٢٣٦.
(٢) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ١١٥.
(٣) جازان: كان جازان في صراع دائم على السلطة والنفوذ في الحجاز مع أخيه بركات وفي سنة ٩٠٨ هـ استولى محمد على مكة وطرد جازان منها فأقام جازان في نويبع يتعرض للحجاج من مصر والشام فلما لم ينل مراده من الحاج المصري رجع إلى الحاج الشامي فطلب مالا كثيرا منهم ثم نهبهم قبل وصولهم إلى مكة. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>