(٢) عربان البحيرة وعصيانهم: كانت العلاقة بين المماليك في مصر وقبائل العرب في مختلف الولايات المصرية غير ودية، وعدائية في كثير من الأحيان، رغم الإقطاعات والامتيازات التي كانت تمنحها الدولة لمشايخ القبائل، فكانت ثوراتهم مستمرة ودامية والسلطة تبطش بهم حتى صارت الكراهية لعنصر المماليك الذين حكموا مصر وهم من الرقيق مستحكمة، وتعود الأحقاد إلى أيام الأيوبيين أو - أقدم قليلا، لذلك استمرت ثوراتهم حتى سقوط الدولة المملوكية، فقد ثاروا سنة ٧٨٣ هـ زمن برقوق وفي سلطنة قايتباي حتى أنهم امتنعوا عن مساندة طومان باي في الريدانية في معركته ضد العثمانيين التي انتهت بسقوط الدولة المملوكية، بل ساهموا في نهاية طومان وقتله. بدائع الزهور لابن إياس ١/ ٢٥٤،٢٥٦، و ٢/ ٩٥ و ٣/ ٩٩ ثم النجوم الزاهرة لابن تغري بردي /٩ ٣٦.