للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونهب أموالهم، فلمّا لم يبق في مكة قاضي شافعي، وكان قاضي المحمل الشيخ العلاّمة نور الدين البلبيسي، الشافعي، فجعلوه عوضا عن شيخ الإسلام جمال الدين ابن ظهيرة المذكور، وأقام نور الدين المذكور بعد الحاج بمكة. ثم نفى السلطان الأمير اصطمر أمير المحمل، نفاه إلى دمياط، وأخذ جميع ما يملكه، وعمل (١) على سيدي محمد ابن خصبك، أمير الأول من الذهب ما جملته عشرون ألف دينار، وعلى قاضي القضاة عبد البر الحنفي ثلاثة آلاف دينار، وخلع عليه، وأطلقه وركب معه القضاة وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود. وأطلق الأمير أزدمر المهمندار، وصار غالب الحاج الشامي الذين سلموا من القتل منفيا بالقاهرة. وشرح ذلك يطول، وبالله المستعان.

/وفي خامسه توفي الأمير:

• جان بلاط، أخو نايب الشام، وأحد المقدّمين الألوف بالقاهرة، ودفن بها يرحمه الله تعالى. وصلّى عليه السلطان بسبيل المؤمني بالرميلة، وهو أول نزول السلطان من القلعة، وله الآن من حين ولايته، مدة سنة وأربعة أشهر، وأربعة أيام، لم يخرج من باب القلعة، إلاّ يوم تاريخه.

وفي سابعه، ولي الأمير برد بك، نيابة قلعة الشام، عوضا عن الأمير دولات باي.

وفي حادي عشره، خلع على قاضي القضاة، عبد البرّ بن الشحنة الحنفي، خلعة الرضى، وخلع على سيدي علي بن أبي الجود (٢)، خلعة وكالة المقام الشريف بالقاهرة.

وفي ثاني عشره، وصل الخبر إلى القاهرة، أنّ خارجيّا، يقال [له]: الصّوفي (٣)، خرج من بلاد العجم، وجمع خلايق لا تعدّ ولا تحصى، وأنّه وصل إلى ملطية (٤)، فارتجت البلاد الشامية، والمصرية، وشرعوا في تجهيز عساكر إليه من القاهرة. فذكر


(١) عمل: بمعنى فرض.
(٢) كان برددار السلطان، وجمع بيده عدة وظائف هامة، وظلم الناس وصادرهم. انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٤.
(٣) الصوفي: هو إسماعيل بن حيدر الصوفي ثار في بلاد العجم وهدد خلفاء تمرلنك وحسن باك ووصل إلى ملطية والرها وآمد وهدد الدولة العثمانية. ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٥٢،٢٦١،٣٥٤. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٣٩.
(٤) ملطية: قلعة ملطية. الحموي. معجم البلدان ٥/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>