للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مولانا السلطان، أنه لم يكن في الخزاين ما يقوم بالعساكر، فعند ذلك طلبوا المباشرين، وفرضوا عليهم على ما ذكر/من الذهب أربعمائة ألف دينار، ورسّموا عليهم لأجل استخراج المال المذكور، وبالله المستعان.

ثم إن الله بكرمه ردّ الخارجيّ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.

وفي سادس عشريه، ولي الأمير دولات باي، الذي كان نايب قلعة دمشق، أمير ميسرة بالشام، وخلع عليه.

وفي يوم الجمعة تاسع عشريه، توفي الشيخ الفاضل العالم شرف الدين

• قاسم بن الخدر الحنبلي، خليفة الحكم بالقاهرة، ودفن بها، رحمه الله تعالى.

شهر ربيع الأول: مستهله الأحد، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة، ولم يقع فيه سوى أن السلطان أشار إلى السادة القضاة الكبار، بتحرير أمر نوابهم، وأمر الشهود، ومن يصلح منهم استمرّ، ومن لا يصلح يمنع.

وفي خامسه، ولي الأمير سودون (١) العجمي، أمير مجلس بالقاهرة، عوضا عن اصطمر المنفي، مضافا ذلك إلى ما هو بيد الأمير سودون، من تقدمة ألف، وخلع عليه، وركب معه أركان الدولة.

وفي عاشره توفي الشيخ العلاّمة أقضى القضاة، بدر الدين:

• حسن الطلخاوي (٢) الشافعي، خليفة الحكم بالقاهرة، ودفن بها، رحمه الله تعالى.

/وفي حادي عشره، قرئ المولد الشريف السلطاني بالقلعة (٣)، وحضره السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، والقضاة، والأمراء والقراء، وكان في غاية الحسن ومنع السلطان المماليك من الرمي من الأطباق، بالطين والزيت، والقاذورات على جاري عوايدهم الخبيثة، المتقدمة. وخلع على القرّاء على العادة، وبالله التوفيق.

وفي سابع عشره قبل طلوع الشمس، قطع المماليك الطريق، بالبندقانية (٤) على حمل الجامكية السلطانية، وأخذوه وضربوا من كان معه، وقدره اثنا عشر ألف دينار، أول الجوامك، ولم يعلم لهم خبرا.


(١) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٤٠.
(٢) انظر: السخاوي. الضوء اللامع ٣/ ١١٥/٢.
(٣) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٤١.
(٤) البندقانية: هم رماة البندق.

<<  <  ج: ص:  >  >>