للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر ربيع الآخرة: مستهله الاثنين، فيه طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان المجلس خفيفا.

وفي خامس عشره، طلب السلطان لعبد العزيز (١) استادار الشام، ورسّم عليه، وطلب منه مالا. فقال: ما بقي معي إلاّ روحي، فرسم بشنقه فسمّر على جمل، ونودي عليه، وشنق على باب زويلة.

/وفي ثامن عشره، ولي الأمير طرباي، أخو قيت الأتابكي، دوادارية السلطان بالشام، عوضا عن الأمير قنبك، وخلع عليه، وركب معه أركان الدولة.

وفي ثاني عشريه، ولي الأمير جانم الأعرج (٢) نيابة سكندرية، عوضا عن قانصوه أبي سنة، وخلع عليه، وركب معه أركان الدولة.

وفي ثالث عشريه، قبض السلطان على الأمير جاني بك الشامي وعلى الأمير خير بك اللاّمي، فوجدوهما في بيت رجل بيّاع بطيخ، اختفيا مدة طويلة من خوفهما، لمّا ركبا مع مسرباي الدوادار، الذي تقدم حكاية قتله، فأمر بتوسيطهما على باب القلعة بالمدرج، وشنق بيّاع البطيخ على باب داره، جوار القسماسية (٣).

وفي سادس عشريه يوم الجمعة، وصل قاضي القضاة شيخ الإسلام، شهاب الدين ابن الفرفور الشافعي، قاضي دمشق إلى القاهرة، ونزل بيت المقرّ الأشرف الشهابي، ابن العيني (٤)، جوار الجامع الأزهر ولاقاه الأمراء، والقضاة، وأركان الدولة، وركبوا معه إلى بيته، ولاقاه المقرّ الأشرف الأتابكي، أمير كبير قيت الرجبي، إلى الخانكاه، وكان له نهار مشهود. فرسم السلطان/أن يستريح في بيته ثلاثة أيام، ثم يطلع إلى القلعة.

ثم في يوم الاثنين تاسع عشريه، طلع إلى القلعة، وخلع عليه، وركب معه جميع المباشرين والأمراء، وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود.


(١) انظر: ابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٢٣٤،٢٤٧،٢٥١. كان يقوم بجمع الأموال من أحياء دمشق بالقوة لحساب السلطان المملوكي في مصر.
(٢) انظر: ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٢.
(٣) القسماسية: هي المدرسة القجماسية أنشأها الأمير قجماس الإسحاقي الظاهري نائب الشام المتوفى سنة ٨٩٢ هـ وبجوارها جامع قسماس في الدرب الأحمر عند سوق الغنم. النعيمي. الدارس ١/ ٤٣٤. الخطط التوفيقية، علي باشا مبارك ٦/ ٣٢.
(٤) انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٦٣. السخاوي. الضوء اللامع ١/ ٣٤٥/١. واسمه الكامل: أحمد بن عبد الرحيم بن بدر الدين محمود العيني الحنفي (شهاب الدين).

<<  <  ج: ص:  >  >>