للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بثمانين ألف دينار ويتسلّمه. فقال: يا مولانا السلطان، لم يكن معي من النقد إلا القليل، ولكن لي أمكنة وغيطان، وقصب، ومعاملات، وقماش، وكلّه لمولانا السلطان، فلا يسلّمني لأحد من الأمراء، وأنا أرضيه. فأطلقه من الحديد، وفتح الختوم عن أماكنه، وأطلق جماعته، وأجرى عليه السماط، فمرج أمر الأمراء من ذلك، فغضبوا غضبا شديدا، فأعاده إلى الحديد هو وجماعته، وشدّد عليهم، وضربوهم، وعصروهم في المعاصر. وحضر بركات بن موسى برددار السلطان، وتسلمه من السلطان على مائة ألف دينار، يستخلصها منه بالعقوبة، فلم يعترف بشيء، فطلبه السلطان، وضربه بالمقارع، فاستمهل إلى ثمانية أيام، ولم يوف بما طلب منه، فسلّمه للوالي فنزل مشهورا، ثم عذّبه بأنواع العذاب، وعصره، وحرق أصابعه، فأحضر ما كان عنده من الأموال. ثم شنقه على باب زويلة، في ثالث عشري، شهر الله المحرم، أو رابعه، كما سيأتي في محله.

/وفي ختامه، توفي الشيخ الإمام العلاّمة، شيخ الإسلام قاضي القضاة:

• شمس الدين الحنفي بالديار المصرية كان. ودفن بها. رحمه الله تعالى.

شوال: مستهله الأربعاء، فيه طلع السادة القضاة، والأمراء كلّهم للتهنئة بالعيد، وخلع عليهم على العادة، وخلع على قاصد سلطان الشرق، ورأى من النظام المتعلق بالملك في هذا اليوم، ما أذهله.

وفي ثانيه، بلغ الأمراء أنّ السلطان أراد [أن] يطلق وكيله، ابن أبي الجود، فتنكدوا من ذلك، واصطلح هو وإيّاهم، وأحضر القضاة والمصحف العثماني، وحلف لهم، وحلفوا له. وبالله المستعان.

وفي سابعه توفي جمال الدين:

• يوسف (١) المزهري، مباشر الأوقاف السلطانية العادلية. مات مقتولا، وفعلوا به كما فعلوا بأبي البقاء بن الجيعان (٢)، وأبي منصور والبرتبالي. الأربعة ماتوا قتلا، غيلة بالقاهرة، يرحمهم الله.

وفي حادي عشره ولي الأمير قانصوه اليحياوي، نيابة حماة، عوضا عن الأمير جانم، وخلع عليه بعد صلاة الجمعة، وركب معه الجماعة.


(١) انظر: السخاوي: الضوء اللامع ١٠/ ٣٤٠/٥.
(٢) أبو البقاء ابن الجيعان: وهو البدر محمد بن يحيى بن شاكر. ولد سنة ٨٤٧ هـ. الضوء اللامع للسخاوي ١١/ ٨/٦. وابن طولون، مفاكهة الخلان ١/ ٣٩،١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>