للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• محمد المحلاّوي (١)، مؤذن السلطان. توفي بالقاهرة، رحمه الله تعالى.

وفي هذا الشهر، وصل قاصد السلطان إسماعيل الصوفي [الصفوي] إلى القاهرة، ورتبوا له العسكر من الخانكاه إلى القلعة، وكان له نهار لم يشهد نظيره في الدنيا، من كثرة الخلايق، واجتماع العربان، ونظام المملكة على هيئة عظيمة، وحضر على السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري، وقدم له رأس قنبر (٢) السلطان الذي جهزه معه الصوفي [الصفوي] وقال: هذا رأس عدوّك يا مولانا. فأمر سلطان مصر بتغسيله ودفنه، ثم قدم له سجادة، ومصحفا، وقوسا، وقال القاصد: يا مولانا السلطان هذا القوس لا يستطيع أحد أن يجبذه (٣)، فأمر السلطان لأقل مماليكه أن يجبذه فجبذه، واستأذن في كسره فأذن له، فجبذه فكسره قطعتين، ورماه إلى الأرض، فاستغرب القاصد ذلك وقال: عسكرنا كلهم عجزوا عنه، ثم أنزله وأمر له بالضيافة، وأمر الأمراء بضيافته، وأحسن إليه. وشرع العامة يقولون للقاصد: ترضّى عن الإمام أبي بكر؟ إشارة إلى أنه رافضي، فتأثر من ذلك، فنادى السلطان أنّ العامة لا يقولون ذلك، خوفا من سبّ الصحابة .

/ربيع الآخر: مستهله الجمعة. وفي يوم الأربعاء، ثالث عشره، سافر قاضي القضاة شيخ الإسلام، ولي الدين بن الفرفور الشافعي، إلى بلاد صيدا، وصحب معه جماعات من القضاة، وطلبة العلم، وصرف لهم نفقة ومركوبا، وخرج على هيئة عظيمة، عامله الله بلطفه الخفي.

وفي ثامن عشره، وصل إلى دمشق الأمير برد بك تفاح، على وظيفة الحجوبية الكبرى بدمشق، عوضا عن الأمير يخشباي، وركب معه القضاة، وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود.

وفي ثاني عشريه، توفي الشيخ الصالح:

• قاسم الأحمدي (٤)، كان معتقدا، وكان لا يزال مستور الوجه، مطيلسا بمئزر أحمر، وكان للأتراك فيه اعتقاد عظيم، رحمه الله تعالى.

وفي ثالث عشريه توفي الشيخ العالم الفاضل زين الدين:


(١) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢١٨. الغزي. الكواكب السائرة ١/ ٨٢/.
(٢) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٢١٩. وفيه أنه رأس أحد ملوك التتار ويدعى أزبك خان.
(٣) جبذ: جذب.
(٤) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>