للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/جمادى الأولى: مستهله السبت. ثاني عشره، توفيت:

• ستيتة بنت نايب الشام سيباي، وكانت خطبت لابن السلطان قانصوه الغوري، وجهزها والدها إلى مكة المشرفة خوفا عليها من الطاعون، فعادت إلى دمشق، ومكثت بعد ذلك أياما، وطعنت، وماتت، ومشى والدها والقضاة الأربع في جنازتها، ودفنت بالمدرسة (١) التي أنشأها والدها بالقرب من باب الجابية، وقفلت لها أسواق البلد ثلاثة أيام.

رابع عشره، سافر الأمير ماماي (٢) الساقي، الخاصكي من دمشق، متوجها إلى القاهرة، وقد جمع من دمشق مائة وستين ألف دينار. وتوجه معه القاضي تاج الدين (٣) أمير التركمان، وبالله المستعان. وكان نزل معه عشرة خاصكيّة في خدمته، ومشى مع الناس بالحشم والسياسة. وقدم له تقادم، وهدايا كثيرة، وطلع مع أكابر البلد.

/جمادى الآخرة: مستهله الأحد. خامسه، وصل من القاهرة إلى دمشق، القاضي محبّ الدين سلامة ناظر الجيوش، وعليه كامليّة سمورا طرشا، ولاقاه نايب الشام، والقضاة وأركان الدولة، وكان له نهار مشهود. وكان قبل تاريخه، قد انسحب من دمشق إلى القاهرة، خوفا من ماماي الخاصكي المتقدم ذكره. فحضر على السلطان، وأورد ما عليه، وأكرمه، وأعاد إلى دمشق في تاريخه.

ثالث عشره، توفي الشيخ الصالح، ناصر الدين:

• محمد (٤) الصيرفي. كان بخدمة الأمير ازدمر، دوادار السلطان بالقاهرة، وفارقه، وتاب، وبنى زاوية بالقاهرة، بالقرب من ضريح السيدة نفيسة (٥)، وبنى


(١) دفنت ستيتة ابنة نائب الشام بمدرسة أبيها السيبائية خارج باب الجابية التي بنيت سنة ٩١٦ هـ، وهي عبارة عن جامع ومدرسة وزاوية وتربة. انظر: منادمة الأطلال ص ١٧٥. ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٣٧٩. ابن إياس. بدائع الزهور ٤/ ٣٩٩.
(٢) جاء ماماي الساقي إلى دمشق خاصكيّا للسلطان بمهمة جمع أموال لصالح السلطنة في القاهرة. انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ١٢٩،١٣٧. وإعلام الورى ص ٢٢٣.
(٣) تاج الدين أمير التركمان: هو تاج الدين ابن الديوان أمير التركمان ووكيل السلطان بدمشق. ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ١٦٥،٣٦٧.
(٤) انظر: الغزي: الكواكب السائرة ١/ ٨٤. كانت له زاوية بالقاهرة، وبنى أخرى بدمشق بمحلة مسجد القصب. وتوفي سنة ٩٢٠ هـ.
(٥) السيدة نفيسة: هي نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (١٤٥ - ٢٠٨ هـ) امرأة صالحة عابدة التقت بالإمام الشافعي، وماتت بالقاهرة ودفنت فيها. وقد بني على قبرها مسجد لا يزال إلى اليوم. الزركلي: الأعلام ٩/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>