للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولازم شيخنا المرحوم العلاّمة الحافظ، برهان الدين الناجي زمانا طويلا، وقرأ عليه صحيح البخاري كاملا، وكتب من مصنفاته، ودرّس بالجامع الأموي في علم الحديث. وكان مّتقنا محرّرا، وخرّج أحاديث كتاب مسند الفردوس، وانتفع الناس به، وبوعظه، وحديثه، وصلّي عليه بالجامع الأموي، وكان له جنازة لم تشهد، ومات شهيدا. وسبب موته، أنّه خرج من بيته لصلاة الصّبح بالجامع الأموي، فلقيه اثنان، فأخذا عمامته عن رأسه، وضرب على صدره فانقطع في بيته، ثم بعد ذلك أراد الخروج إلى الجامع فما استطاع ذلك، فتوضّى وصلّى الصبح والضحى في بيته، وتوفي بعد صلاة الضّحى، ودفن بمقبرة باب الصغير بالقرب من ضريح سيدي أوس بن أوس الثقفي رحمه الله تعالى.

ثاني عشره، أعطى نايب الشام فرحات الرومي، لبواب السلطان المتقدم ذكره، الذي حضر ببشارة فتح رودس، عشره آلاف دينار، وأربع خلع مذهبة، وأربع رؤوس خيل، فتوجه القاصد المذكور إلى بلاد الروم. ثم فرض نايب الشام المبلغ المدفوع للقاصد المذكور، على دمشق وضواحيها، وجبيت من الخاص والعام. وبالله المستعان.

/ربيع الآخر: مستهله الاثنين. ثالث عشره، حضر نايب الشام فرحات من السفر، من جهة القدس الشريف. وكان سافر في محفّة بسبب مرض حصل له، ليصل إلى الحمّة (١) ليغتسل فيها. فحضر عليه مشايخ تلك البلاد، وهم: الشيخ درباع (٢) والشيخ ابن المنتصر (٣)، وشيخ طفس (٤). فأمر بقتل الثلاثة، فقتلوا، وولىّ عوضهم، وعاد إلى دمشق. فلما سمع ذلك بقية مشايخ البلاد، عصوا عليه، واختبطت البلاد بسبب ذلك. وبالله المستعان.

جمادى الأولى: مستهله الثلاثاء. تاسعه، ورد مرسوم السلطان الملك المظفر


= واسمه الكامل: بركات بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد الشيخ العالم الواعظ زين الدين الدمشقي الصالحي الشهير بابن الكيال. ولد سنة ٨٦٣ هـ عمل بالتجارة ثم بالتدريس في الحديث بالأموي ومدارس أخرى بدمشق، وصنف كثيرا من الكتب ومات سنة ٩٢٩ هـ غيلة وغدرا، ودفن بمقبرة باب الصغير بدمشق.
(١) انظر: ياقوت الحمدي. معجم البلدان ٢/ ٣٠٦.
(٢) الشيخ درباع: هو الشيخ درباع بن مهنا (شيخ عشيرة في حوران). إعلام الورى ص ٢٥٣.
(٣) الشيخ ابن المنتصر: أحد شيوخ البدو في حوران. إعلام الورى ص ٢٥٣.
(٤) شيخ طفس: زعيم عشائر بلدة طفس من أعمال حوران على طريق قافلة الحاج إلى بلاد الحجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>