للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرة عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه أو نفسه" (١).

[ب ٣] وفيه عن معاذٍ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله [٥] وسلَّم قال: "ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حَرَّمه الله على النار" (٢). وأصل الحديث في صحيح مسلمٍ (٣).

وحديث الصحيحين وغيرهما في سؤال القبر سيأتي في الكلام على التقليد (٤) إن شاء الله تعالى.

واعلم أن هذا الشرط مجمعٌ عليه أيضًا، فأما ما نُقِل عن الكرّامية من أن الإيمان هو النطق بالشهادتين فقط، وأن المنافق مؤمنٌ حقيقةً، فهو نزاع لفظي؛ لأنهم يقولون: إن هذا الإيمان الذي هو النطق إنما هو بالنظر إلى الأحكام الدنيوية (٥)، فأما النجاة من النار فلا بدَّ فيها من التصديق القلبيِّ.


(١) صحيح البخاريِّ، كتاب العلم، باب ٣٢ [الحرص على الحديث]، ١/ ٣١، ح ٩٩. [المؤلف]
(٢) صحيح البخاريِّ، كتاب العلم، باب ٤٧ [مَن خصَّ بالعلم قومًا دون قومٍ]، ١/ ٣٧ - ٣٨، ح ١٢٨. [المؤلف]
(٣) كتاب الإيمان، باب ١٠ [مَن لقي الله بالإيمان وهو غير شاكٍّ فيه ... ]، ١/ ٤٣، ح ٣٠. [المؤلف]
(٤) ص ٢٠٠ - ٢٠٣.
(٥) يعني الإيمان الذي يعصم الدم والمال في الدنيا ويصير به من جملة المسلمين.