للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[س ١٥٢/أ] (١) ما يُنْسَب إليه القدرة على النفع الغيبيِّ كلِّه.

ولم أجد في الأمم مَنْ يقول هذا في غير الله عزَّ وجلَّ إِلَّا أن يكون مَنْ قال من النصارى {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: ١٧].

الضرب الثاني: ما يُنْسب إليه القدرةُ على بعض النفع الغيبيِّ فقط مع الاعتراف بأنَّ قدرته ممنوحة له من الله عزَّ وجلَّ.

ولعلّ من هذا بعض عُباد الكواكب الزاعمون (١) بأنَّ لها قدرة تُصَرِّفها باختيارها.

[س ١٥٢/ب] ومنه (٢) الهنود في عبادتهم أشخاصًا غيبيِّين يصفونهم بصفات لا تنطبق على الملائكة, ولكننا نقول بأنهم يعبدون الملائكة كما قال الله تبارك وتعالى في مشركي العرب بأنهم يعبدون الملائكة وإن كانت الصفة التي يصفون بها معبوداتهم لا تنطبق على الملائكة.

فالهنود يزعمون أنَّ لكلِّ جنس من المخلوقات الحسِّيَّة مدبِّرًا من الملائكة ويدعونهم ويخضعون لتماثيل ينصبونها لهم، ويخضعون للمخلوقات بنيَّة الخضوع لمدبِّرها، وهكذا يزعمون أنَّ كلَّ مَلَك يستطيع أن ينفع البشر بحسب المخلوق الذي يدبِّره، فمدبِّر البحر يستطيع إنفاذ [سؤاله] (٣) مثلًا، وقد مرَّ [في بيان عبادة] (٤) قوم إبراهيم أنهم كانوا يعبدون الكواكب بنيَّة العبادة للأرواح المدبِّرة لها، والله أعلم.


(١) كذا، والوجه: الزاعمين.
(٢) أي: من البعض.
(٣) غير واضحة في الأصل، وهكذا قدَّرتها.
(٤) غير واضحة في الأصل, وهكذا استظهرت.