للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٦٦٨] الطِّيَرة

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «الطيرة من الشرك وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل». أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ... سمعت محمد بن إسماعيل [البخاري] يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: «وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل» قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود «وما منا» (١).

وأخرجه أبو داود ولفظه: «الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل» (٢).

ورواه الحاكم في كتاب الإيمان من المستدرك بلفظ الترمذي وقال: «صحيح سنده، ثقات رواته»، وأقرّه الذهبي (٣).

أقول: لا يخلو المتطيِّر أن يظن أن الطائر سبب أو علامة، وعلى الحالين فهذا الظن من قسم التديُّن؛ لأنه لا يُعْرَفُ له توجيه من الأصول العادية المبنيّة على الحسِّ والمشاهدة, وهو تديُّنٌ بما لم يشرعه الله عزَّ وجلَّ, فيكون شركًا.

وإنما الشأن في حصول الظنِّ، وقد جعل الشارع ضابط حصول الظن هو العمل به، ففي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم: ... قلت: يا رسول الله، إني حديث عهدٍ بجاهليَّة، وقد جاء الله بالإسلام، وإنَّ منَّا رجالًا


(١) جامع الترمذيّ، كتاب السير، باب ما جاء في الطيرة، ١/ ٣٠٤، ح ١٦١٤. [المؤلف]
(٢) سنن أبي داود، كتاب الطبِّ، بابٌ في الطيرة، ٢/ ١٩٠، ح ٣٩١٠. [المؤلف]
(٣) المستدرك، كتاب الإيمان، «الطيرة شركٌ»، ١/ ١٨. [المؤلف]